أخبار النجوم تودع هشام سليمl الأب الشجاع

هشام سليم وابنه نور
هشام سليم وابنه نور

آية محمد عبد المقصود

“أنا بحبك وهفضل أحبك غصب عن أي حد.. أنت ابني وأنا اللي جبتك في الدنيا، وأنا اللي لازم أقف جنبك، ولو أي حاجة حصلت أنا موجود علشانك.. حياتك كانت صعبة وهتبقى صعبة”، بهذه الكلمات صرح الفنان الكبير الراحل هشام سليم عن دعمه لابنه نور في أزمة تحوله جنسيا – من نورا إلى نور – وذلك في أحد اللقاءات التليفزيونية، بعد تعرضه لهجوم شديد من عدد كبير من الجمهور، وجاءت هذه الكلمات لتعبر عن شجاعة كبيرة من الأب ووقوفه بجانب ابنه في أزمة شديدة الخصوصية، وغير معتادة على التصريح أو الإعلان عنها في المجتمع المصري، وحتى وأن وجدت لا تكون من خلال فنان مشهور وله سيرة طيبة ومعروف بعشق الجمهور له، بل والأكثر أنه سليل أسرة كبيرة لها شأن سواء على المستوى الفني أو الرياضي.

لم تمر حكاية نور هشام سليم مرور الكرام، ففي عام 2020 أعلن هشام في إحدى اللقاءات التليفزيونىة عن تحول ابنته الكبيرة “نورا” إلى “نور”، مؤكدا أن هذا الشيء خارج عن إرادة الابن، حيث أنه تعايش أكثر من 18 عاما في جسد أنثى، وهذا الأمر كان في غاية الصعوبة بالنسبة له، وكان لابد أن يدعم ابنه في هذا الموقف ويقف بجانبه، خاصة أن المجتمع لم يتقبل هذا الأمر، وحدث بالفعل، فقد أعرب الجمهور – حتى من محبي هشام سليم - عن غضبهم من هذا الأمر، وعدم تقبلهم له، وما كان من الأب إلا أن خرج عن صمته  مدافعا عن ابنه قائلا: “أعتقد أنها شجاعة منه محاولة أن يكشف للناس الحقيقة، ولم يخفي نفسه وراء ستار، رغم أنني قلت له: (أنت داخل على مرحلة جديدة وخطرة جدا)، وابني لا يبحث سوى عن كلمة واحدة هي الرحمة.. أرحموه علشان يعرف يعيش”. 

وفي لقاء آخر قال هشام عن طفولة نور، أن اختيارته كانت دائما “صبيانية”، فكان دائما يبتعد عن شراء العرائس ويميل للمسدسات، مما دفعه للتسائل عن سبب تلك التصرفات، واستشار أصدقائه من الأطباء النفسيين، وقال: “كنت خائف أن يقوم بشيء خطأ، لكنني أيضا تخوفت أن يجعله يجلس مع طبيب نفسي يحدثه عن أمور أكبر من سنه مثل الهرمونات، وقلت لنفسي (هتأكد لما يكبر)، ولم أتردد لحظة في دعمه حتى يجد طريقه”.  

لم يخجل هشام من أزمة ابنه، بل على العكس واجه “الأب” الأمر بشجاعة لفتت نظر الكثيرين، ليؤكد أن الأب هو السند الأول والحقيقي للأبناء أيا كانت نوع الأزمة .

من جانبه كشف نور أن خطوة الاعتراف لوالدة بهذا الأمر لم تكن شيء سهل بالمرة، فقد تردد عشرات المرات قبل أن يبلغه، وكان يطرق الباب ويعود مسرعا لغرفته، وقال: “في يوم دخلت وقلتله: (عايز أقولك حاجة).. وبكيت بشدة.. وحكيتله.. لقيته بيقولي:  (اساعدك إزاي.. أو أعملك إيه؟)، ولما قالي كده ارتاحت” .

لم تكن هذه هي الأزمة الوحيدة في حياة هشام سليم، لكن ربما تكون الأكثر تأثيرا عن غيرها من الأزمات التى تعرض لها في حياته بشكل عام، لطبيعتها الشائكة، ونظرة المجتمع لهذه الأزمات على وجه التحديد.

اقرأ أيضًاl  سهير جودة عن الراحل هشام سليم: «كان إنسان راقي وابن ناس»