أحمد السرساوي يكتب: المفتاح الحقيقى للنصر العظيم

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بصراحة مطلقة.. شرب الأمريكان والغرب، وقبلهم إسرائيل كأس الخداع!!
نعم فالحرب خدعة.. وأحد أهم مباديء الحرب قديما وحديثا وإلى أن تقوم الساعة هى أن تفاجيء عدوك بخدعة من حيث لا يحتسب.. من زمن تحتمس الثالث، إلى يومنا هذا، وحتى فيما يجرى بأوكرانيا اليوم.

ونحتفل هذه الأيام المباركة بالذكرى الـ٤٩ لانتصارات أكتوبر المجيدة.. أحد أكبر انتصاراتنا وأمتنا العربية على مر التاريخ.. وعليها كانت تتوقف مصائر المنطقة.
فى مثل هذا اليوم.. كنا نكتم الأنفاس، الكل يراقب ويترقب وفى حلوقنا مرارة هزيمة قاسية لم نحارب فيها، وحالة من الصمت الرهيب والهدوء المميت تخيم على بلادنا وعلى جبهات القتال، والوقت يتثاقل بطيئا كأنه زحف سلحفاة!!

كنا بدأنا عداً تنازلياً تمهيداً للانفجار الكبير.. لحظة انطلاق نسور قواتنا المسلحة يكتمون فى صدورهم صبر أيوب، تملأهم ثقة الأبطال، وعزم الشجعان، وإيمان الرجال الذين عاهدوا الله فاعتصموا بحبله المتين.. وكان على الأرض وفى البحر صناديد مثلهم بنفس حالتهم ينتظرون شارة البدء.

كانت خطة الخداع قد أُحكمت، بنجاحنا فى تطبيق مثالى لأعظم مبادئ الحرب.. نجحنا فى خداع من اشتهروا طوال التاريخ بأنهم أساتذة للخداع والدهاء.. نجحنا فى تخدير العدو فأغشينا عيونه المسلطة علينا ليل نهار هو ومن وراءه.

لم تبدأ المقولة الشهيرة للشهيد أنور السادات إننا نحارب دولة كبرى وعُظمى بحجم الولايات المتحدة بعد انهيار إسرائيل وجيشها تحت أقدام جنودنا يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، ومع دوران أشرس معارك الدبابات على أرض سيناء، التى أبادت مدرعات العدو الحديثة، وحولتها إلى خردة بين قبضات  المشاة المصريين.. أو مع تصادم أسراب الفانتوم فى حائط صواريخنا.. بل حاربنا أمريكا قبل ذلك بسنوات منذ بدأت حرب أخرى خفية، حرب من نوع آخر.. هى صراع للأشباح على قنص المعلومات الدقيقة، أو بث المكذوب منها.

الحرب التى نسجنا فيها شِراكاً مذهلة لخداع العدو ببراعة فائقة واقتدار.. باختصار «شرب الأمريكان والإسرائيليون» ما أردنا أن نسقيه لهم.. وابتلعوا كأس الخداع للثمالة، لتكون هى المفتاح الحقيقى للنصر العظيم.