هبة عمر تكتب: ليست ترفا

هبة عمر
هبة عمر

يعتقد البعض أن المطالبة الدائمة بحرية الصحافة والإعلام هى نوع من الترف الذى لايناسب الظروف الحالية، فهذه المطالبة لابد أن يسبقها الوعى الكافى لدى المشتغلين بالمهنة ولدى الجمهور أيضا حتى تتحقق وتؤتى ثمارها، متجاهلين أن مهنية الصحافة والإعلام تبدأ وتنتهى مع وجود حرية الممارسة أو انعدامها، وكلما زادت الضغوط والقيود قل التأثير وانخفضت الثقة وإنعدم الأثر الذى يفيد المجتمع، لذلك لم تعد قضية المطالبة بهذه الحرية تخص العاملين بمهن الصحافة والإعلام فقط، ولكنها تخص الدولة والمجتمع أيضا، فهذه الحرية هى القادرة على خلق مناخ صحى يشجع على تبادل الآراء، ونشر المعرفة الصحيحة بالحقائق، ومواجهة الفساد، ومنع الشائعات، وإحترام القانون، ودعم أمن وسلام المجتمع، وتنظيم حالة الفوضى التى عبثت بقيم وقواعد ومصداقية مهن الصحافة والإعلام، ودفعتها للتحول إلى وسائل للتضليل والإثارة والاستقطاب، أو وسائل للعلاقات العامة والتوجيه المباشر.

وإذا كان تقييم الدول العربية فى مجال حرية الصحافة والإعلام يحفل بالأخطاء ويتهم بالتراجع عاما بعد آخر، فإن بعض الدول التى توصف بأنها ديمقراطية فى الاتحاد الأوربى تقف بين نقيضين، إذ تزدهر حرية الصحافة فى بعضها مثل النرويج والدنمارك والسويد، بينما هى معرضة للخطر فى دول أخرى مثل بولندا والمجر واليونان، إذ تتعرض وسائل الإعلام المستقلة لحملات قمع من قبل السلطات الحكومية التى تسعى إلى تنظيم ملكية وسائل الإعلام. وفى الوقت الذى استحوذت فيه شركة النفط البولندية العملاقة «أورلين» التى تديرها الدولة، على بعض وسائل الإعلام فى البلاد مثل مجموعة تملك 20 صحيفة يومية إقليمية، قام مجلس الإعلام فى المجر، الذى يعد منظم وسائل الإعلام على مستوى البلاد، بإسكات محطات إذاعية مستقلة برفض تجديد الترخيص الخاص بها، وهو ما دعا المفوضية الأوربية لإعداد قانون لدعم حرية الصحافة واستقلال الصحفيين ووقف تهديد حرية الإعلام من أجل حماية الديمقراطية.
وللحديث بقية

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي