محمد البنهاوي يكتب| عفاف شعيب .. بركاتك يا شيخة

محمد البنهاوي
محمد البنهاوي

عفاف شعيب إحدى فنانات الزمن الجميل التي حيينا على فنها الراقي وتربينا على أعمالها القيمة المحفورة في أذهاننا جميعًا، فلم تتورط يومًا في عمل مبتذل أو غير هادف.
حب عفاف شعيب في قلوب كثير من المصريين الذين دوما ما يشعرون أنها واحدة منهم، تشبههم كثيرًا، ولكنها تأبى أن تحافظ على هذه المكانة التي انتزعتها في القلوب والعقول.

فكل فترة من الزمن تصدمنا عفاف شعيب، بتصريح لا يمر مرور الكرام، ويثير الجدل في الرأي العام ويتبعه انتقادات واسعة للفنانة القديرة، والتي ما تمنينا أن نراها تحدث مع «محبوبة» مثلها.

كانت بداية تصريحات شعيب خلال أحداث 2011، عندما خرج المصريون إلى الشوارع في يناير والكل مشغول في المظاهرات والأحداث التي تبعتها، ولا يعرف ما القادم غدًا، لا يهمهم طعام ولا شراب ولا ملبس، أكبر همهم تجاوز تلك الفترة الحرجة في تاريخ البلاد.
وخرجت شعيب لتسرح في واد آخر، غير الذي يهم المصريين، وتحدث عن طعام أطفال أسرتها بطريقة اعتبرها الكثيرون مستفزة ولا زالت حتى اليوم عالقة في الأذهان.
وقالت الفنانة القديرة في تصريحاتها خلال مارس 2011، إنها كانت تعاني أيام الثورة، لأن بنت شقيقها لم تجد البيتزا لتأكلها، وأيضا ابن شقيقتها كان يريد أن يأكل كباباً، ويبحثون عن الريش لكن المحلات كانت مغلقة وقتها.
لم يكن هذا التصريح الأخير، بل طلت علينا «شعيب» عبر إحدى الشاشات التليفزيونية، منتقدة فيها الملابس المصرية بحجة أنها لا تناسبها، ليلقى هذا الكلام معارضة كبيرة بين المصريين، الذين كانوا ينتظروا منها دعم المنتجات المحلية، بدلا من توجيه سهام النقد لها.
وزادت الفنانة القديرة من الاستفزاز المقصود –من وجهة نظري- عندما أكدت أنها تفضل المنتجات الألمانية وتبتاع كل احتياجاتها من هناك، ولا أعرف ماذا تقصد من هذا الكلام غير المسئول في وقت يعاني فيه العالم أزمات اقتصادية طاحنة وتدعو مواطنيها للتقشف ودعم الصناعة المحلية لتقليل فاتورة الاستيراد.
 وما آثار اندهاشي أيضًا، هو تصريح عفاف شعيب عن أسباب انفصالها عن زوجها وهو قيام إحدى السيدات بعمل سحر لها، لتزيد شعيب من كلامها الغريب وتقول إنها دعت على هذه السيدة، والتي تعرضت لحادث سيارة أفقدها القدرة على الحركة وجعلها قعيدة مدى الحياة –بركاتك يا شيخة عفاف- وكأن الفنانة الكبيرة مربية الأجيال تتشفى وتشمت في مرض لا يحدثه إلا الله ولا دخل لمخلوق فيه، فهو بأمر رب الخلق جميعا.
وختاما، أتمنى أن يصل هذا العتاب الرقيق لفنانة أحببناها وما قولنا كلامنا هذا إلا حرصا على مكانتها لدينا جميعًا، فالصمت كان خيرا لها مما تفوهت وجاهرت به من تصريحات مستفزة جعلتها في دائرة غضب جمهورها.
وكلي أمل أن يعلم الفنان أنه قدوة لأجيال كاملة، يسمع له المتابعون ويأخذون من كلامه ويطبقون، ليس لسبب إلا لأنها صادرة عن فنان محبوب له شعبية واسعة.