اتهم زوجته بالبرود.. فطلقتها المحكمة!

أرشيفية
أرشيفية

لم تطلب الطلاق لأنه دائم التعدي عليها بالسب والضرب، تحملت وسامحته بالرغم أيضا من شحه وبخله الشديد.. لكن كلمة منه اخترقت أذنها.. وأدمت قلبها.  وجرحت كرامتها عندما صرخ فيها.. إنتي لست أنثى.. وباردة.

اقرأ أيضا | تشييع جثامين طلاب الطب الأربعة.. انقلبت بهم سيارة في ترعة بالشرقية

أحست بأن زوجها جردها بهذه الكلمات من كل ماتحرص عليه وتعتز به كل امرأة وهو (أنوثتها) وبسرعة شديدة جمعت ملابسها واصطحبت أطفالها الثلاثة وغادرت بيت الزوجية.. وظلت الكلمة تدوي في رأسها كقرع الطبول.. واثقلت رأسها بالتساؤلات، كيف تغفر له هذه الإساءة وهي الزوجة الوفية التي أعطته زهرة شبابها وعنفوان صباها، وعاشت بجانبه أكثر من ١٠ سنوات من عمرها.. شمعة تحترق لتضيئ له.. وتتساءل كيف يصفها بهذه الكلمات المهينة لأنوثتها، وهي التي أنجبت منه ٣ أطفال وفي بطنها الطفل الرابع في شهره الخامس.

وأمام هيئة محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية، وقفت تطلب الطلاق قائلة: تحملت أقسى ما تعانيه زوجة من بخل زوجها بالرغم من وفرة ماله الذي يحصل عليه وهو ٱلاف من الجنيهات، ولكني اكتشفت بعد معاشرتي له بأنه عبد للمال.. وتحملت وحدي وبمرتبي مطالب الحياة لأطفالي من مأكل وملبس، ومصاريف المدرسة، ولم أطالبه بالإنفاق كما يقضي الشرع والقانون، خشية أن يثور ويصب جم غضبه فوق رأسي إذا طالبته بأية نقود.
وتستكمل قائلة: يركبه عفريت الفلوس، وفي آخر مشادة حدثت بيننا لم يجد أمامه غير أن يصفني بعجزي عن إشباع غريزته التي هي حق من حقوقه.. ورغم سوء معاملته وبخله لم امتنع يوما عن معاشرته، وبوجه يشوبه دهشة تشير إلى بطنها التي تحمل داخلها طفلها الرابع وتقول: إذا كنت كما يصفني.. فمن أين جئت بالأطفال الثلاث، والذي لم ير النور بعد!.

وبدموع تتساقط ببطء فوق وجنتيها اتخذت مقعدها داخل قاعة المحكمة، بينما انتفض الزوج يقول: لا أنكر أنها تحررت من أنوثتها.. وعدم استجابتها هو الذي دفعني إلى وصفها بما تتضرر منه.

وحكمت محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية، برفض دعوى الطلاق استنادا عن أن ما تتضرر منه الزوجة هو قول مرسل لا يرتقي إلى مرتبة الإيذاء والضرر الذي يبيح لها حق الطلاق.

لكن سارعت الزوجة تستأنف الحكم أمام الدائرة الأولى بدار القضاء العالي التي استمعت إلى أقوالها وشهادة شهودها، فأصدرت حكمها برئاسة المستشار، أحمد عبد الجليل، وأمانة سر حسن حميدة، بإلغاء حكم محكمة أول درجة، والحكم بالطلاق من زوجها، وذكرت في أسباب حكمها.

حيث أن الزوجة من وسط اجتماعي وثقافي مرتفع المستوى، فوالدها وأشقاؤها يشغلون مراكز اجتماعية مرموقة، وقد اعتادت منذ نشأتها على سلوكيات وأخلاقيات تجعلها من الصعب بل من المستحيل تحمل الإيذاء بالقول، ولا يقبل ماوجهه الزوج من إهانة لها وتجريدها من أنوثتها وهي التي عاشرته ١٠ سنوات وأنجبت ٣ أطفال وحامل في طفلها الرابع.

اطمأنت المحكمة  إلى أقوال الزوجة وشهودها، والتي لم ينكر الزوج أمام محكمة أول درجة ويستخلص منه ركن الضرر الذي لحق بها على النحو الثابت في أقوالها ويعين لهذه الأسباب إجابتها إلى تطليقها وإلغاء حكم أول درجة برفض طلاقها.