هشام سليم جزء من حياتنا.. لماذا حزن الجميع لرحيله؟

هشام سليم
هشام سليم

لماذا جعلنا خبر رحيل الولد الشقى فى إمبروطورية ميم مع فاتن حمامة نبكيه بشدة؟.. لماذا أبكى رحيل الابن الضال قلوب المصريين؟.. ولماذا تذكر الناس عادل البدرى فى ليالى الحلمية بعد رحيله؟

كل الأدوار التى قدمها هشام سليم لمست قلب الجمهور خصوصا جيل السبعينيات والثمانينيات، لأن هشام سليم ببساطة يمثل جزءا من حياتنا جميعا، تلك الحياة التى كانت جميلة وراقية وتمتاز بالفن والموهبة.

هشام سليم كان نموذجا للشاب المصرى الوسيم ابن الأصول الجذاب الذى تتمنى أن يكون صديقك وترى نفسك فيه دائماً، وتتمنى أن تصبح مثله وتمتلك مثل تلك الكاريزما غير المبتذلة والابتسامة الجميلة. 

يقول الناقد الفنى طارق الشناوي، إن هشام سليم نجم كبير، ولقد عاصرناه منذ أن كان طفلا فى إمبراطورية ميم حتى آخر أعماله، ولقد كبر مع الناس فهو ليس كجميع فنانى جيله فهو الأكثر اختلافا وتميزا، وقد رصدنا جميع مراحل حياته، وبالتالى عندما فقدناه شعرنا بفقد جزء متأصل من كل بيت، وهو شخصية رائعة فلديه قانونه الخاص، ولا يخضع للقوانين العامة فما يراه صحيحا يفعله وكان شديد الكبرياء حتى فى مرضه فلذلك الحزن عليه شيء واجب.

اقرأ أيضًا

سهير جودة عن الراحل هشام سليم: «كان إنسان راقي وابن ناس»

وتقول الناقدة خيرية البشلاوى، نحزن عليه لأن العملة الصادقة الملتزمة المستقيمة نادرة جداً فى هذا الزمن، وخصوصا فى الوسط الفني، ولأننا لم نعتد على أن نجد فنانا بالوسط الفنى بهذه المصداقية العالية ولو لاحظنا سنجد تقريبا فى كل رثاء له كلمة ابن الأصول تتردد كثيرا، فمعنى ابن الأصول هنا ليس أنه من عائلة كبيرة أصيلة فقط بل تعنى الأخلاق العالية، وأن إنسانيته عالية وأنه على قدر كبير من الالتزام والاحترام.

كانت بداياته الفنية مع القديرة فاتن حمامة فى إمبراطورية ميم حيث كانت البداية لافتة للأنظار وتنبأ بمولد نجم كبير حيث كان عمره آنذاك لا يتجاوز14 عاما وشارك معها أيضا عام 1975 بفيلم «أريد حلا» والذى ساهم فى تغيير أحد قوانين الأحوال الشخصية.

الحظ وقف بجانب ابن الذوات إلى جانب موهبته عندما كانت ثالث تجاربه مع المخرج الكبير يوسف شاهين من خلال فيلم «عودة الابن الضال» حيث كان آنذاك فى ريعان شبابه، ومثلما كانت بداياته فى السينما قوية وذات طابع مميز كانت أيضا بداياته بالدراما التليفزيونية على نفس المستوى عندما رفع الراية ضد فضة المعدواى مع الراحلة القديرة سناء جميل فى مسلسل «الراية البيضاء» عام 1988 بطولة جميل راتب وسناء جميل وهذا أكسبه جمهورا إضافيا وهو جمهور الشاشة الصغيرة.

أيضا جسَّد هشام سليم أكثر أدواره شهرة وهو «عادل البدري» أحد أبناء سليم البدرى بمسلسل ليالى الحلمية وكان متألقا فيه جدا، ومن أعماله أيضا مسلسل أرابيسك مع النجم الكبير صلاح السعدنى وامرأة من زمن الحب مع القديرة سميرة أحمد، وأعمال أخرى كثيرة منها محمود المصرى، أماكن فى القلب ودرب الطيب ولحظات حرجة وفى إيد أمينة وحرب الجواسيس وغيرها.

وكانت إحدى محطاته البارزة بطولته مسلسل المصراوية إخراج أسامة أنور عكاشة وقد قدما الثنائى عملا رائعا آنذاك، وكان آخر أعماله التى قدمها لنا مسلسل هجمة مرتدة وبهذا ودَّع النجم الكبير جمهوره.