كل المخاوف تؤدى إلى روما

قلق أوروبى من «كابوس» اليمين المتطرف.. وأمريكا تراقب صعود ميلونى

جورجيا ميلونى أول يمينية متطرفة ستقود إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية
جورجيا ميلونى أول يمينية متطرفة ستقود إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية

كتب أحمد مصطفى شعبان:
سيطر فوز اليمين المتطرف بزعامة جورجيا ميلونى بالانتخابات التشريعية فى إيطاليا، على اهتمامات وسائل الإعلام الرئيسية من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وسط مخاوف من تصاعد نفوذ الشعبويين. وحصل تحالف اليمين المتطرف الذى تقوده جيورجيا ميلونى زعيمة حزب «أخوة إيطاليا» بأغلبية مريحة فى البرلمان، بعد فوزه بنحو 44% من الأصوات ليضمن 237 مقعدًا من 400 فى مجلس النواب، و112 من 200 فى مجلس الشيوخ .


وفى فرنسا، كتبت صحيفة «ليبراسون» فى عنوانها الرئيسى «كل المخاوف تؤدى إلى روما»، مشيرة إلى عودة الفاشية للقارة العجوز بعد فوز حزب ميلونى بأكثر من ربع أصوات الناخبين. وقالت الصحيفة إن فوز السياسية الشرسة فى الانتخابات يزيد من ثقل قادة اليمين المتطرف فى أوروبا ويهدد القيم الأوروبية. وقال تحليل لشبكة « سى إن إن « الأمريكية ، إن الناخبين فى أوروبا انحرفوا تجاه اليمين المتطرف، فيما تنتظر القارة تشكيل أكثر حكومة يمينية متطرفة فى إيطاليا منذ عهد بينيتو موسولينى الفاشى . وأشار التقرير إلى أن ميلونى استهدفت قضية الهجرة باعتبارها «القضية المفضلة للسياسيين القوميين والشعبويين» فى جميع أنحاء العالم . وتسعى ميلونى إلى فرض «حصار بحرى» لوقف تدفق المهاجرين إلى إيطاليا من البحر الأبيض المتوسط. كما أوضحت «سى إن إن « أن هذا التحول يثير القلق، وخاصة مع شعور الناخبين باليأس من قدرة الأحزاب التقليدية على معالجة مخاوفهم.


وأشار مسؤولون أوروبيون إلى أنهم قد يعلقون تمويل إيطاليا إذا انتهكت سياسات ميلونى سيادة القانون، فيما يبرز الخلافات المتوقعة بين أعضاء الاتحاد الأوروبى.
من جانبها ، ذكر تقرير لصحيفة « بوليتيكو»، أن البيت الأبيض يراقب بقلق صعود ميلونى إلى السلطة فى إيطاليا. وقالت الصحيفة إن الزلزال السياسى الذى شهدته إيطاليا، كان له تبعات يمكن الشعور بها فى البيت الأبيض .


وأكد التقرير أن فوز ميلونى هز أوروبا بأكملها ، مما زاد المخاوف من تحول يمينى جديد فى القارة . وأشار إلى أن صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم فى إيطاليا ، قوبل بقلق بالغ داخل إدارة الرئيس جو بايدن.


ورغم أن بيان البيت الأبيض أكد على ثقة واشنطن فى أن إيطاليا ستظل شريكا ثابتا مع الغرب ، بكونها عضوًا فى حلف الناتو، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارن جان بيير لم تذكر اسم ميلونى على الإطلاق . وأوضحت «بوليتيكو» أن ذلك يؤكد ما تعتبره واشنطن اتجاها مقلقا للقارة ، التى شهدت أيضًا انتصارات يمينية فى السويد والمجر ونجاحات فى دول أخرى مثل فرنسا.


كما أشار التقرير إلى أنه حتى هذه اللحظة ، صمدت الوحدة الغربية ، لكن الفوز المذهل فى إيطاليا لأول يمينية متطرفة ستقود البلاد منذ الحرب العالمية الثانية ، يأتى فى الوقت الذى سيتم فيه اختبار صمود التحالف من خلال أزمة تلوح الأفق والتى تتمثل فى شتاء بارد ومظلم لأوروبا بعد توقف إمدادات الطاقة الروسية . ونقلت صحيفة « نيويورك تايمز» عن تشارلز كوبشان، الخبير الأوروبى فى مجلس العلاقات الخارجية، قوله إن اتجاه الزخم فى أوروبا يتغير إذ « يبدو أن الطاولة السياسية تميل فى اتجاه الشعبويين من اليمين». 


وأكد كوبشان أنه إذا قررت ميلونى وشركاؤها فى التحالف ، ماتيو سالفينى وسليفيو برلسكونى ، الوقوف إلى جانب القادة الشعبويين الآخرين المتشككين فى أوروبا داخل الاتحاد الأوروبى ، مثل رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء البولندى ماتيوز مورافيكى ، «فبإمكانها بالتأكيد توطيد سلطتها » . ووصف ستيفانو ستيفانينى، المحلل والدبلوماسى الإيطالى السابق ، تعاون إيطاليا مع أوربان ، سيكون بمثابة « الكابوس « لبروكسل ، حيث عاش التكتل لأكثر من 10 سنوات مع الخوف من أن « تغرقه موجة من الشعبوية المشككة فى أوروبا» .