هل يطوى فوز ميلونى صفحة فى تاريخ أوروبا؟

أبرز الصحف الايطالية تشير للانتصار التاريخى
أبرز الصحف الايطالية تشير للانتصار التاريخى

كتب: أحمد مصطفى شعبان

«ميلونى تظفر بإيطاليا»، هكذا جاء العنوان الرئيسى لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، صباح اليوم الإثنين بعدما أظهرت استطلاعات الرأى فوز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية وتصدر حزب «فراتيلى دى إيطاليا» بقيادة جورجيا ميلوني، النتائج. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها «إنها المرة الأولى منذ عقود التى يتغير فيها الوجه السياسى لإيطاليا بشكل كامل. لا نعرف حتى الآن ما إذا كان مصيرها فى أوروبا قد تغير أيضًا».

كما كتبت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية فى عنوانها الرئيسى «إيطاليا تتجه يمينًا». وأضافت أن فوز حزب ميلونى بالانتخابات يعد «حدثًا مختلفـًا» فى تاريخ البلاد. ولا يشكل الانتصار التاريخى لليمين المتطرف زلزالاً سياسيـًا فى إيطاليا فقط،  باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية فى منطقة اليورو، إنما كذلك فى الاتحاد الأوروبي الذى سيضطر إلى التعامل مع سياسية «ماهرة»  وتأتى مخاوف أوروبا «المصدومة» من تصاعد نفوذ اليمين المتطرف عبر القارة، بعد تصريحات ميلونى التى أدلت بها قبل بدء التصويت فى أهم انتخابات تشريعية إيطالية بعد الحرب العالمية الثانية. وقالت ميلونى «إنهم قلقون فى أوروبا، لرؤية ميلونى فى الحكومة. لقد انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية». 

اقرأ أيضًا

بعد تعليق الجزائر معاهدة الصداقة مع مدريد| وزير الخارجية الإسبانى فى زيارة طارئة

وعزز فوز ميلونى المخاوف بشأن حدوث «بريكست جديد» فى أوروبا لتخرج إيطاليا من الاتحاد الأوروبى على غرار بريطانيا.  وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، تعليقـًا على فوز ميلونى «تكتسب الشعبوية أهمية دائماً. وتنتهى دائمًا بكارثة».

ورغم أن السياسية التى تمتلك خبرة حكومية محدودة، تراجعت عن فكرة انسحاب إيطاليا من منطقة اليورو، إلا أنها ستتخذ موقفـًا متشددًا تجاه دول أوروبية من بينها فرنسا كما تؤكد أن روما يجب أن تهتم بمصالحها أكثر، وتتبنى سياسات تتحدى بروكسل بداية من قواعد الإنفاق العام إلى موجات الهجرة الواسعة. بدورها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن إيطاليا «طوت صفحة فى التاريخ الأوروبي» من خلال انتخاب ائتلاف يمينى متطرف بقيادة جورجيا ميلوني. 

وجاء فى تحليل نشرته صحيفة «الجارديان»، أنه رغم الجهود التى بذلتها ميلونى على مدار 3 عقود لتصل إلى رئاسة الحكومة، فسيكون التحدى الأكبر أمامها هو تشكيل حكومة قوية قادرة على البقاء وإدارة شئون البلاد فى واحدة من أكثر فتراتها حساسية.