وليد عبدالعزيز يكتب: ماذا يفعل حسين زين فى ماسبيرو

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

ماذا يفعل الأستاذ حسين زين فى ماسبيرو؟ ..سؤال يحتاج إلى إجابة وتكون سريعة لأنه سؤال وليس شائعة تحتاج إلى ساعات للرد عليها ..المتابع لحال ماسبيرو وحجم التراجع الذى يشهده سيجد الإجابة بكل سهولة ..لم يفعل شيئا بدليل أن حجم مشاهدات القنوات الخاصة يفوق بمراحل حجم مشاهدة أى برنامج يعرض على شاشة ماسبيرو .الدولة يا سادة تواجه حربا إعلامية شرسة وتحتاج إلى إعلام وطنى على الأقل يرد على الشائعات التى وصلت تقريبا إلى شائعة كل دقيقة ..

ماسبيرو كان درة الإعلام  المصرى والعربى وكان بمثابة الجامعة التى يتخرج منها كل عام أمهر الإعلاميين والفنيين ..المبنى التاريخى تعرض لأزمات لم يشهدها من قبل بدأت بالمظاهرات وخرج العاملون بالمبنى يرفعون شعار «ارحل يا فاشل» للسيد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ..ولولا تدخل الدولة وتعاملها مع الأزمة بحكمة ووطنية لاستمرت اللافتات مرفوعة حتى يومنا هذا ..وبعد انتهاء أزمة الموظفين ظهرت أزمة جديدة  نتيجة لشائعة مغرضة من ضمن الشائعات تلخصت فى أن الدولة ستقوم بنقل ماسبيرو إلى العاصمة الإدارية ..المشكلة لم تكن فى الشائعة بقدر كيفية التعامل معها سواء فى سرعة الرد أو النفى المصحوب بمعلومات وكأن الرجل المسئول عن إدارة المبنى انضم إلى صفوف من صدقوا الشائعة ..مشكلة ماسبيرو أنه يحتاج إلى إدارة تفهم فى البداية حقيقية المشكلة ويكون لديها رؤية وخطط واضحة المعالم للإصلاح واستعادة الريادة المفقودة ..أبناء ماسبيرو يهربون من العمل داخل المبنى ليس لضعف الرواتب كما يدعى البعض ولكن لغياب الرؤية وخطط  التطوير المستقبلية ..شاهدنا الدولة المصرية وهى تعيد بناء نفسها من جديد ..وشاهدنا اعلام خاص متطور لا يمتلك المقومات والخبرات المتوفرة فى ماسبيرو ..

هنا يجب ان نتوقف عند رأس المنظومة  ونعود لنسأل ..ماذا قدمت  إلى ماسبيرو على مدار أكثر من عامين ..وهل السفر للخارج ولقاء بعض المسئولين وإطلاق التصريحات  الإعلامية فقط تكفى لأن تكون على رأس صرح إعلامى يمتلك القدرة ليقود الإعلام المصرى والعربى بكل احترافية وقدرة على التغيير ..أعتقد أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه سيظل ماسبيرو رمزا فقط لتاريخ طويل من العطاء وسيخرج من قطار التطوير ووقتها ستتوقف الشائعات لأن من يطلقونها كانوا ومازالوا يحاولون هدم التاريخ والحاضر والمستقبل ..ماسبيرو قادر على العودة للريادة ولكن بفكر مختلف وإدارة مختلفة ووقتها سيكون الإعلام المصرى أقوى وأكبر من أى شائعات ..دعونا نبدأ الإصلاح لأن التجارب أثبتت أن دوام الحال كما هو عليه سيزيد من فاتورة الإصلاح التى يجب أن تدفع ليواكب الإعلام المصرى رؤية الجمهورية الجديدة التى تتطلب وجود إعلام مصرى قوى قادر على التصدى للشائعات فى لحظة خروجها ..مصر تستحق أن يكون لديها إعلام وطنى متميز لأننا كنا ومازلنا نمتلك الأفضل ..وتحيا مصر.