العلم والتعليم يمكّن التنمية و يعمّق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر

لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة
لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة

بقلم: لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة

إنّ ازدهار العلوم والتكنولوجيا سيجعل الأمة مزدهرة والتعليم القوى سيجعل البلاد قوية. منذ إقامة المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصينى، أولى الرئيس الصينى شى جين بينغ أهمية كبيرة للابتكار العلمى والتكنولوجى واقترح أنّ الابتكار هو القوة الدافعة الأولى لقيادة التنمية، فيما بين أن استيعاب الابتكار هو استيعاب التنمية والبحث عن الابتكار هو السعى للمستقبل. تضع الصين الابتكار العلمى والتكنولوجى فى موقع محورى للتنمية الوطنية الشاملة وتنفذّ بعمق استراتيجية نهوض الوطن بالعلم و التعليم واستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، الأمر الذى تسارعت وتيرة تطور العلم والتعليم و تعزّزت قدرات الابتكار بشكل ملحوظ ، حيث تم توفير الدعم الاستراتيجى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة.

وقد أحرز بناء بلد مبتكر نتائج تاريخية، حيث إنّ قوة الاستثمار الوطنى للعلوم والتكنولوجيا غير مسبوق وزاد التمويل فى البحث والتطوير للعلوم والتكنولوجيا للمجتمع بكامله من 1.03 تريليون يوان فى عام 2012 إلى 2.79 تريليون يوان فى عام 2021 ، و زاد تمويل البحث الأساسى بمقدار 3.4 أضعاف عما كان عليه قبل 10 سنوات. بينما تتعاظم فرق المواهب العلمية و التكنولوجية و قد ازداد عدد الموظفين فى مجال البحث و التطوير ما يقرب من الضعف و يحتلّ العدد الإجمالى لموظفى البحث والتطوير المرتبة الأولى فى العالم. فى الوقت نفسه، ارتفعت جودة مخرجات البحث العلمى وازداد انتاجها. فى عام 2021، وصل عدد الأوراق التى تم الاستشهاد بها بشدة إلى 42920 ورقة وتحتلّ المرتّبة الثانية فى العالم وبالنسبة إلى عدد طلبات براءات الاختراع الدولية تحتلّ المرتبة الأولى فى العالم لمدة ثلاث سنوات متتالية اعتبارا من عام 2019 إلى عام 2021. و خلال هذه الفترة، تتدفّق الانجازات الكبرى بلا انقطاع مثل إطلاق المركبة «شنتشو» المأهولة إلى الفضاء، و تغويص المركبة المأهولة «عاطسة جيولونغ» فى البحر العميق، وإظهار الحوسبة الفائقة قوتها، وارتفاع سرعة مرة أخرى للسكك الحديدية عالية السرعة، وتحقيق تقنيات ال5جى الرائدة.

مع كل ذلك تعزّزت قوة العلم والتكنولوجيا الصينى بسرعة، بينما ارتفع ترتيب مؤشّر الابتكار العالمى من المرتبة 34 فى عام 2012 إلى المرتبة 12 فى عام 2021. فهى أصبحت الدولة الوحيدة فى العالم التى تتواصل نموا سريعا.

لقد حققت تنمية التعليم الصينية قفزًا تاريخيًا. ظلّت نسبة مساهمة مالية من التعليم المالى الوطنى إلى الناتج المحلى الإجمالى أكثر من 4 ٪ لمدة عشر سنوات متتالية. يوجد ما يقرب من 530 ألف مدرسة على جميع المستويات فى البلاد، مع أكثر من 290 مليون طالب فى المدارس، ودرجة تعميم التعليم على جميع المستويات قد وصلت أو تجاوزت المستوى المتوسط للبلدان المتوسطة الدخل والعالية الدخل. يوفر التعليم دعمًا فكريًا قويًا للتنمية الوطنية، وقد أنشأت الصين أكبر نظام للتعليم العالى والتعليم المهنى فى العالم، بينما فى ذلك، دخلت العديد من التخصصات فى طليعة التخصصات فى العالم، وقد بلغ عدد السكان الحاصلين على التعليم العالى 240 مليون نسمة، وقد وصل تحول براءات الاختراع فى الاندماج بين الصناعة والتعلم والأبحاث للجامعات إلى 8.89 مليار يوان صيني. هناك أكثر من 1300 تخصص فى المدارس المهنية فى الصين، مما تجعل الصين الدولة الوحيدة فى العالم التى تمتاز بجميع الأصناف الصناعية. دخل بناء المعلوماتية للتعليم إلى المسار السريع ولقد حققت تقريبا جميع المدارس بالصين تغطية شاملة بشبكة الإنترنت وجميع نقاط التدريس الريفية والتغطية بالمواد التعليمية الرقمية. ويصبح المركز الوطنى للموارد التعليمية أكبر مركز رقمى ومنصة الخدمة للموارد التعليمية فى العالم.

قد حقق التعاون العلمى والتعليمى بين الصين ومصر نتائج مثمرة. هناك عدد ما يقرب من 200 من العلماء المصريين الشباب المتميزين حصلوا على تمويل للدراسة فى الصين، و الذين يحتلّ عددهم المرتبة الأولى فى الدول الأفريقية. بينما تم تنفيذ عشرات المشاريع البحثية المشتركة بسلاسة وتتعلّق بالمجالات التى يهتم بها الجانبان مثل الزراعة والمياه و الطاقة وغيرها. بالنسبة إلى مشروع بناء مختبر وطنى مشترك للطاقة المتجددة ومشروع إدخال تكنولوجيا ومعدات الرى الخضراء والذكية الموفرة للمياه ومشروع بناء مركز اختبار وتجميع وتكامل الأقمار الصناعية ومشروع تطوير القمر الصناعى رقم 2 فى مصر وغيره من المشاريع فتحرز تقدما ملحوظا.

يوجد أكثر من 50 جامعة صينية تدرّس فيها اللغة العربية، و أكثر من 20 جامعة مصرية تدرّس فيها اللغة الصينية، وسيتم تنفيذ تجريب تدريس اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية اختيارية فى بعض المدارس قبل الجامعى فىى مصر. وعلى أساس العلاقات التعاونية الواسعة التى تم إنشاؤها بجامعات البلدين، فهناك ما يقرب من 3000 طالب مصرى يسافر إلى الصين سنويا لاستكمال دراساتهم. بينما تحتلّ مصر المرتبة الأولى فى الدول الإفريقية من عدد الطلاب الدوليين الذين يحصلون على منح حكومة صينية. وبالإضافة إلى ذلك، إنّ الورشتين «لوبان» التى تم إنشاؤها الصين و مصر مشتركة تعتبر أكبر مساحة وأكبر عددا من التخصصات وأعلى مستوى من المعلمين ورشة «لوبان» فى قارة إفريقيا. إنّ التعاون الصينى المصرى فى إدارة المدارس حققت تنمية مبتكرة واستقبلت كلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية الدفعة الأولى من الطلاب المتخرجين. وخلال مسيرة التعاون، ساهمت الشركة الصينية فى دفع الإصلاح التعليمى المصرى، وأصبحت منصة التعليم أونلاين الصينية منصة التعلم عن بعد لنظام التعليم K-12 المعين من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى المصرية.

فى الوقت الراهن، تتطوّر جولة جديدة من الثورة العلمية و التكنولوجية و التحوّل الصناعى فى السياق عالمى ممّا يضخ زخمًا جديدًا فى التنمية الاقتصادية و التقدم الاجتماعي. فى الوقت نفسه، تواجه البشرية أيضًا تحدّيات مشتركة مثل تغير المناخ، و فيروس كوفيد-19، و أزمة الطاقة، و الأمن الغذائى وغيرها. فى السنوات الأخيرة ، تقوم مصر تحت القيادة الحكيمة و القديرة للرئيس السيسى بمواجهة وباء كوفيد-19 بشكل صحيح وتتقدم بثبات لتنفيذ «رؤية 2030» ، و مبادرة «الحياة الكريمة»، و استراتيجية «مصر الرقمية» ، و»الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 «و أحرزت تقدما إيجابيا. من أجل مواجهة التحديات المشتركة و التحرك نحو مستقبل مشرق تحتاج إلى قيادة الابتكار العلمى والتكنولوجى و تجمع المواهب من مختلفة الاتجاهات.

فى العام الحالى، سيعقد المؤتمر الوطنى العشرين للحزب الشيوعى الصينى فى 16 أكتوبر و ستواصل الصين بثبات تعزيز الإصلاح و الانفتاح و تعزيز الاعتماد على الذات فى العلوم و التكنولوجيا و الابتكار المفتوح بقوة، وتسريع وتيرة بناء دولة قوية فى العلوم و التكنولوجيا ممّا توفر قوة دافعة قوية للتنمية عالية الجودة. إنّ الصين هى دولة نامية أكبر ومستعدّة للعمل مع مصر لتبادل مفاهيم و خبرات التنمية ودفع مواءمة استراتيجية التنمية و زيادة استغلال و استكشاف امكانات التعاون فى مجال العلوم و التكنولوجيا و التعليم لكى تعمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين و مصر و تقديم أكبر المساهمات لتعزيز مصالح البلدين و رفاهية الشعبين.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي