لم يكتف مهرجان القاهرة للدراما فى دورته الأولى برئاسة الفنان يحيى الفخراني.. ولم تكتف لجنة التحكيم برئاسة المخرجة «أنعام محمد علي» على تقديم جائزة أفضل مسلسل كوميدى هذا العام،لمسلسل(راجعين ياهوي) للمخرج محمد سلامة..لكنهم قدموا حيثيات للجائزة، ضاعفت من الدهشة، وربما الغضب فى أختيار مسلسل اجتماعى لجائزة المسلسل الكوميدي!!... ذكرت الحيثيات(أن راجعين ياهوى مسلسل كوميدى إجتماعي،له رسالة ومضمون)...وتكمل أنعام محمد علي، فى حوارها ببرنامج(كلمة أخيرة) مع لميس الحديدي،حول إستبعاد مسلسل(الكبير قوي) من الجوائز، رغم النجاح والشعبية الكبيرة... أكدت المخرجة الكبيرة (أن «الكبير قوي٦» مختلف شوية،لأنه عبارة عن اسكتشات مش رسائل واضحة، بينما«راجعين ياهوي» عمل مكتمل الرسالة والمضمون)!!
الأمر يتجاوز جائزة المسلسل الكوميدى (ذهبت لمن يستحقها،أو لم تذهب)....لكن الجدل والدهشة التى تستدعى السؤال هو المعيار؟ معنى الكوميديا ورسالتها لدى لجنة التحكيم؟ الإنتقاص من تقنية كتابة درامية «الأسكتش»والنظر إليه كفن خال من المعنى والهدف والرسالة،أو النظر إليه كفن للأضحاك باى وسيلة والتهريج والأسفاف!!..
طوال أكثر من ٢٠ عاما قدم المخرج خالد جلال فى مركز الإبداع، عشرات العروض المسرحية،أعاد خلالها صياغة وتطوير شكل الكوميديا، عبر الأسكتش)..
طبعا لا حاجة لأحمد مكى للدفاع عنه وما يقدمه من أعمال..لكن الحاجة بالتأكيد لقراءة كوميديا مكي، إبتكاراته المدهشة لأنماط كوميدية جديدة..فانتازيا بأقصى درجة من الخيال المبدع، ممزوجا ومشتبك بواقع، يهز سكونه وجموده،ويسخر من هواجسه وعلله الإجتماعية...(الكبير قوي) ليس إسفافا، ولا محض تهريج (وإن وجد).. هو طريقة تفكير خارج الصندوق، منهج عمل شاق وجاد، بناء شخصيات كوميدية جديدة، وتطوير فى الأداء الكوميدي،ليس بالإمكان أغماض العين عنه.
