الجامعات المصرية.. شراكة من أجل المستقبل

الحوار الوطني | من المُدرجات.. يولد الأمل

الحوار الوطني .. من المُدرجات .. يولد الأمل
الحوار الوطني .. من المُدرجات .. يولد الأمل

بقلم: مصطفى عبده - عمر يوسف

داخل جدران الجامعات المصرية عقول تتفتح وأفكار تبدأ فى التكوين وفقاً لمبادئ ورؤى تشكلها أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، ومن هنا فإن تلك العقول يجب أن يكون لها صدى وصوت مسموع، فلطالما كان لطلاب الجامعات المصرية دور كبير فى إثراء الحياة السياسية.


ولأن تمكين الشباب الآن أصبح حقيقة راسخة لا تقبل الجدل أو التشكيك، فإن صوت طلاب الجامعات سيكون حاضرًا بقوة خلال مناقشات الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، إيمانًا من القائمين على الحوار بأن الشباب يحملون فى عقولهم ما لا يحمله غيرهم، فالأفكار التى يزخرون بها والأحلام التى تداعب عقولهم من المؤكد أنها سيكون لها تواجد فعّال خلال الحوار، وبالتالى فإن الاستماع إليهم والإصغاء إلى كل ما يقولون باهتمام سيكون خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف الحوار الوطنى.


«الأخبار» سألت عددًا كبيرًا من طلاب الجامعات المصرية عن رؤيتهم للحوار، وكيف يمكن أن تخرج المناقشات بنتائج حقيقية؟ وأحلامهم التى يجب أن تكون حاضرة بقوة من أجل مستقبل أفضل لهم خلال الفترة المقبلة، وأكد الطلاب أن القضاء على الأمية وعمالة الأطفال حق من حقوق الإنسان، ويجب أن يسعى الخبراء إلى إيجاد حلول حقيقية لتلك الأزمات وليس مجرد «حبر على ورق»، كما طالبوا بالعمل على القضاء على الواسطة والمحسوبية التى تتواجد فى بعض الأماكن والوظائف مما يحد من وصول الكفاءات إلى ما يستحقونه من مكانة.

من حقهم أن يحلموا بغد أفضل، فطلاب الجامعات هم النواة الحقيقية للمستقبل، بهم يكون الواقع أفضل، وبهم تتغير كل الأمور السلبية، هم قادرون على أن يقهروا كل صعب، ويعبروا كل عسير، لكن وفقا لخطط مدروسة تمكنهم من تحويل أحلامهم إلى واقع.


طلاب الجامعات المصرية تحدثوا لـ»الأخبار» عن أحلامهم وطموحاتهم فى أن يكون الحوار الوطنى أول خطوة نحو تغيير واقع يعتقدون أنه صعب وأنه بلا فرص حقيقية، وضعوا رؤيتهم نحو مستقبل أفضل لهم وللوطن.


 أكدت أسماء طلال، الطالبة بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال جامعة السويس، أنها ومن خلال مشاركتها فى عدد من الأنشطة ونماذج المحاكاة ، ترى أن وجود الشباب وسط هذا المحيط يؤثر بشكل إيجابى على تفكيرهم ويعلمهم العديد من المهارات.

وتتابع: تطورت كثيرا وتعلمت بوجودى فى هذه الأماكن، وعرض أفكارى من وجهة نظرى ، هو المشاركة فى صنع المستقبل ، وأضافت أسماء: بالنسبة لفئة ذوى الاحتياجات الخاصة وذوى الاعاقة كنا نراهم دائما فى حاجة للدعم والرعاية ، حتى جاءت مبادرة الرئيس السيسى «قادرون باختلاف» فى ٢٠١٩ ، فأدركت دور الدولة القوى فى دعم هؤلاء الأبطال، كما ان هناك الكثير من المشاريع التى خرجت الفترة الأخيرة لخدمة فئة ذوى الإعاقة.


حرية التعبير

وقالت ربا نبيل، نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إن مفهوم الممارسة السياسية من وجهة نظرها هو ممارسة حقها فى التعبير عن الرأى بحرية، والمشاركة فى مجالات العمل العام التى تهتم بخدمة الناس من خلال مؤسسات المجتمع المدنى مثل النقابات والأحزاب، وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعى تطرح مساحة كبيرة من الحرية فى التعبير عن الآراء السياسية.

كما أن المرأة تحصل على كافة حقوقها فى الوقت الحالي، وأكبر دليل على ذلك حصولها على منصب نائب رئيس اتحاد جامعة القاهرة، كما أننا فى الطريق الصحيح لزيادة الممارسة والمشاركة السياسية بين الشباب من خلال الحوار الوطني، وتأكيد الرئيس على فتح المجال أمام الشباب للممارسة. وتابعت : الإعلام المصرى دوره غائب من فترة طويلة، وانا كواحدة من جيل الشباب أكبر اهتمامى بالإعلام البديل اللى بيمتلك تنوع وشفافية أكبر.


الظهور فى الإعلام

وأوضحت مارى صموئيل وجيه، أحد الطلاب المشاركين فى معسكر إعداد القادة، ومبادرة من أجل مصر، أن هناك مساواة كبيرة فى التعليم وكل شخص حسب قدراته، والعمل ما هو إلا اجتهاد وفرص، والوحيد الذى لا يجد الفرصة المناسبة فى العمل هو الشخص الذى يجلس فى المنزل دون أن يبذل أى مجهود، ولتطوير جانب المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن يتم النظر إلى الفرد على أنه عقل مفكر بغض النظر عن جنسه أو ديانته، وكذلك دون النظر إلى الطبقة الاجتماعية.


وأضافت ماري، أن هناك العديد من المنصات الفكرية فى الوقت الحالى التى تهدف إلى دفع عقول الشباب للأمام، ففى كل مدرسة وجامعة مكتبة، كما ان هناك مكاتب عامة فى مختلف المحافظات، وأشارت إلى أن مفهوم حقوق الإنسان من وجهة نظرها أن يعيش الإنسان حياة كريمة وفى بيئة نظيفة وآمنة، مع توفر وسائل مساعدة.

والأهم أن الفرد يجب أن يدرك أن عليه واجبات يجب ان تؤدى، وإذا تعرض اى شخص لانتهاك حق من حقوقه أمامه منصاته كثيرة للتعبير عن رأيه سواء الإبلاغ الفورى أو اللجوء للسوشيال الميديا التى توصل أصواتهم بشكل سريع للمسئولين.


وأضافت مارى صموئيل أن مفهوم الممارسة السياسية من وجهة نظرها، أن أعطى رأيا يتم الأخذ به، ويكون له تأثير فى صناعة القرار، ليس مجرد رأى يقال فقط، مؤكدة: الجامعة توفر لنا فرصا كثيرة للظهور فى الإعلام ونشارك فى مبادرات سياسية كثيرة ونماذج محاكاة مختلفة، وقالت: «ممارسة السياسة مش معناها الانتماء لأى حزب، أنا ممكن يكون ليا آرائى الخاصة اللى بتعبر عنى مش عن حزب».


اقتناص الفرص

وقال محمد معز بالله، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إن الفرص متاحة للجميع، ولكن الاختلاف فى اقتناص تلك الفرص، كما أن التعليم متاح لكل الراغبين فى التعلم وحرية الرأى متاحة ومكفولة للجميع ما دام الرأى يقال باحترام دون إيذاء للآخرين.


وتابع : رأيى فى وسائل التواصل الاجتماعى انها جماد والإنسان يستطيع أن يجعلها مفيدة أو ضارة على حسب مشاركة الإنسان عليها أو تلقى الاخبار، والاحزاب هى البوابة الكبيرة لدخول السياسة، وحاليا انا أركز مع الأنشطة الطلابية والعمل العام وممكن مستقبلا أنضم لحزب سياسي.


ويقول إسلام محمد قطب، رئيس اتحاد طلاب كلية الحقوق، جامعة القاهرة، إن هناك فرصا للتعبير عن الرأي، ولكن هناك تساؤلا مهما عن مدى تأثير هذا الرأى ووصوله لصناع القرار، وهذا الأمر غير متاح للجميع، ولحل هذه المشكلة نعمل موقعا للتواصل مخصصا لاستقبال الآراء فى قضايا معينة تهم المواطنين، والآراء السلبية يجب أن يتم الرد عليها بشكل سريع ولا تترك دون ترد.


أما عن الممارسة السياسية، فهى متاحة للجميع ولكن ليس الجميع مؤهل لممارسة السياسة، وذلك لعدم وجود الخلفية الفكرية والمعرفية، كما يجب أن يتمتع السياسى بالشجاعة فى قول رأيه دون خوف أو تردد، بجانب اللباقة والطموح وطمع فى عمل الخير وإفادة غيره.

ولا يقبل الظلم لاى سبب أو مصلحة مادية، وأضاف أنه يمتلك الحرية الكاملة فى الانتخاب واختيار من يمثله فى الدائرة الانتخابية التى ينتمى لها دون أن يكون هناك ضغط من أحد وكذلك فى الانتخابات الرئاسية، والدولة تشجع الناس باستمرار على خوض الانتخابات.

وفرض غرامات على غير المشاركين فى العمليات الانتخابية، حتى يكون للشخص دور وأثر فى تشكيل المجلس النيابى حتى يجد من يوصل صوته للجهة القيادية عندما يكون لديه شكوى أو مظلمة.


أهل التخصص
وترى ملك عبد الملك، منسق عام كلية الحقوق بنات جامعة القاهرة، وأمين مساعد اللجنة الفنية باتحاد طلاب كلية الحقوق: «الإعلام يحاول أن يظهر مصر بشكل لائق لكن فى جزء ضئيل غير أمين، محتاجين نركز عليه ونركز على نقطة ان محدش يظهر على التليفزيون المصرى غير خريجين ودارسين الإعلام مش زى ما بيحصل مع البعض دلوقتي».


وأضافت مفهوم حقوق الإنسان بالنسبة لى أن أعيش حياة كريمة تتوفر لى مياه الشرب صحية ومنتجات غذائية بسعر مناسب ووسائل ترفيه فى متناول الجميع، واماكن تعليمية وتربوية و مستشفيات لائقة.


وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، وقالت: «تقدر عن طريقها تبنى شعب أو تهدمه، هى جيدة جدا عندما نستخدمها بشكل صحيح، لكنها أيضا منبر لبث الشائعات فى المجتمع»، وتابعت ملك: «عشان نطور الممارسة السياسية محتاجين يكون فى تعريف أكبر بالأحزاب السياسية سواء معارضة أو مؤيدة لكل الشعب.


تشجيع الشباب

تقول شادن صابر، الطالبة بكلية الآداب، وأحد أفراد برنامج إعداد قادة المستقبل: وسائل المعرفة والمعلومات مش كافية للدرجة المطلوبة او مش فيها الجذب او التوعية اللى شباب انهارده محتاجينها، اما من ناحية التطوير انا شايفة اننا نفتح مجالا للشباب اللى عندهم افكار او عندهم مشاريع فى الناحية دى عشان يقدر غيرهم ينجذب للموضوع بشكل عام لان الشاب لو شاف غيره وحس فعلا انه بيعمل حاجة كويسة هيدور ازاى يعمل دا هو كمان.


أضرار السوشيال
ويقول بسام إمام، نائب رئيس اتحاد طلاب كلية التربية النوعية، جامعة أسيوط إن مفهوم حقوق الإنسان من وجهة نظره ينقسم إلى شقين، حقوق واجبة مثل العيش بحرية وكرامة والتمتع بخدمات صحية، وحقوق ليست ثابتة التى تتطور بشكل يومى والإنسان فى حاجة ماسة إليها.


وتابع: وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة سيئة خاصة فى ممارسة النشاط السياسي، وغالبا معظم المنتقدين يتجهوا لوسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «عشان نطور ملف السياسة نبدأ من طلاب المرحلة الإعدادية ونثقفهم بمعنى ممارسة السياسة الصحيحة ، عشان ييقوا شباب واعى وفاهم من البداية، وبكدا نضمن وعى الشباب من سن صغير ونغرس فيهم حب الوطن وحب المشاركة وحب التعبير عن رأيه.


النزول للشارع
قال عمر شريف، أمين اللجنة الثقافية باتحاد كلية الهندسة، جامعة القاهرة، إن بنوك المعرفة التى قدمتها وزارة التربية والتعليم الفترة الأخيرة ساهمت فى زيادة الوعى الفكرى عند الشباب الصاعد لكنها غير كافية لبناء مواطن واع بحقوقه وواجباته، وحقوق الإنسان هى الأشياء التى نمتلكها منذ الميلاد، ولا تُكتسب، هناك جهات قائمة عليها وتدافع عنها ولكنها لا تملكها، وتوزيعها لا يتعلق بالجنس أو العرق أو الدين، وتابع: لم أجد أى مشكلة فى الظهور على المنصات الإعلامية وكنت أظهر فى أكثر من وسيلة وتحدثت عن رأيى بكل حرية دون خوف أو تردد، وذلك حدث معى داخل أسوار الجامعة.
 

اقرأ أيضا | أمانة «الحوار الوطني» تدعو للمشاركة بمقترحات عن تطوير المحور المجتمعى |صور

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي