كشف حساب

نور.. وسط العتمة!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لا أدرى لماذا أشعر بالتفاؤل، رغم الضباب بل الظلام الحالك، الذى يخيم على العالم أجمع، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟ أرى دائما شعاع نور وسط العتمة ، ربما لأن تداعيات الأزمة العالمية لدينا أخف وطأة، مقارنة بدول أخرى، أو ربما لأننى أثق فى قدرة الله على فتح أبواب الرزق، لمن يشاء، دون حساب.  وقد يكون تفاؤلى مصدره أننا شعب طيب، عانى لعقود طويلة، من الفقر والعوز، ومازال صابرا حامدا شاكرا. لاشك أن تفاؤلى يرتكز أيضا على بعض المعطيات الواقعية. فالوطن ينهض بقوة، رغم الأزمات الواردة من الخارج، وحرب الشائعات والأكاذيب التى لا تتوقف. نعم نعانى جميعا من ارتفاع الأسعار.

ونعانى من الروتين والترهل فى الجهاز الحكومى. لكن هل ننكر ما تراه عيوننا فى كل مكان من مشروعات تنموية. هل ننكر معدلات النمو الاقتصادى التى تجاوزت باعتراف المؤسسات الدولية نسبة 6 % سنويا؟ وهل ننكر النمو المستمر فى إيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج و الصادرات؟ . نعم هناك مجالات تستحق اهتماما أكبر خاصة الصحة والتعليم والاستثمار، لكن هل ننكر وجود حرص شديد وسعى متواصل لتطوير هذه القطاعات؟. يتحدث شياطين الكتائب الإلكترونية عن ديون مصر مثلا ، ناسين أو متناسين أن الدين العام فى كل دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، أعلى بكثير من مصر، مقارنة بالناتج المحلى الإجمالى، ولم ولن تتوقف مصر أبدا عن سداد التزاماتها الدولية. كما أن معدل التضخم فى دولة قريبة مثل تركيا يتجاوز ضعف معدل التضخم فى مصر، فلماذا يركز هؤلاء على ارتفاع التضخم فى مصر؟!
قد يكون مبعث تفاؤلى أيضا، اتفاقيات البحث عن الغاز والنفط الجديدة التى دخلت حيز التنفيذ فى البحر الأحمر وشرق المتوسط والصحراء الغربية. المهم أنا متفائل رغم الظلام. وأتمنى أن يتحول شعورى الداخلى هذا إلى خير وفير على أهل بلدى وأن نجد فى المؤتمر الاقتصادى الذى يجرى الإعداد له حاليا، وكذا الحوار الوطنى ، روشتات ناجعة لكل أوجاعنا. اللهم ارزق مصر وأهلها من فيض كرمك، وأنعم علينا يا الله من الرزق أوسعه. وأدم علينا يا ربنا الأمن والأمان. واحفظ وطننا الغالى، من كيد الكائدين وغدر الغادرين. تحيا مصر.