كلام على الهواء

أخلاقنا.. أمن قومى

أحمد شلبى
أحمد شلبى

العودة إلى الماضى ليست انقلابا على الحاضر أو تشويها للمستقبل وانما هى استعادة منظومة حياة أساسها كان الأخلاق والتماسك الأسرى والتراحم بين الناس والتعاطف مع الآخرين لتخفيف وطأة الحياة.


القوى الناعمة بالأمس البعيد كانت تقدم الحب فى ثوب خال من الدماء حتى وإن غلب عليه الحزن ولا نجد خروجا عن النص بألفاظ خادشة صريحة فجة حتى فى أدوار الشر كما يحدث الآن وحتى احترام المعلم وهيبته وحبه لتلاميذه ومساعدتهم كانت الأساس.. وأذكر فى دراستى الأساسية حتى الثانوى أن المدرس كان يقول: لو فى طالب لم يستوعب الدرس فى الحصة ينتظرنى بعد نهاية اليوم الدراسى.


الآن تركنا حبل الحب والمودة على الغارب وعلى أزمنة متوالية حتى صارت الحياة فيها من التفكك الأسرى والخروج عن أدب الحوار وضرب وقتل وسرقة داخل كيان الأسرة وكأننا فى مشهد عصابة أسرى.
بداية مؤشر الخطر عندما بدأ الأبناء بالتطاول على والديهم وتهديدهم حتى وصل الأمر الى القتل وإخراج الوالدين من بيتهما والذهاب بهما إلى دار مسنين بلا سؤال أو زيارة إلا القليل منها.. لقد زهقت الرحمة من قلوبهم.


ثم انتقل الخطر لتصبح لغة الشارع الفجة هى السائدة فى بيوتنا وتعاملاتنا مع الآخرين وليس عيباً أو حراماً ان تطال هذه اللغة اهلنا طالما الأمر صار إلى هاوية الاخلاق ونسيان تعاليم الاسلام كما جاء فى الآية الكريمة: «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما».


كانت «مدرسة المشاغبين» بداية انطلاق نقل لغة الشارع إلى فصول مدارسنا التى كانت يحكمها الاحترام والهيبة والحب والتعاون من اجل اخراج جيل متعلم مثقف محترم حتى وصلنا إلى لغة محمد رمضان وطريقته فى الغناء!!.. وضحكنا وضحك علينا العدو الذى لم يبذل جهداً فى تحطيم أخلاقنا وجاءه ذلك على طبق من ذهب.


العلم والإيمان هما سلاحا الدول فى الحفاظ على النفس والمال والعرض وان كانت الحدود والأرض أمناً قومياً وجب الدفاع عنه فإن الاخلاق هى السياج المتين الذى يحمى كل هذا فهى أولى بالرعاية لأنها الأمن القومى النفسى الذى يحمى أمن الدول والأرض.
«وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا».