الأديب صاحب «العتبات»: روايتى تحاول الاستمتاع باللعب فقط!

الأديب صاحب العتبات: روايتى تحاول الاستمتاع باللعب فقط!
الأديب صاحب العتبات: روايتى تحاول الاستمتاع باللعب فقط!

بقلم : محمد سرساوى

من سنوات طويلة استيقظ الأديب د.محمد عبد الرازق على خبر هروب زوجة أحد جيرانه مع ابن عمه، كان صغيرا فى تلك الفترة لكن الخبر صعقه، وظل يتأرجح فى عقله لمدة طويلة، ثم كان يعاود الطفو على السطح فى كل لحظات الفراق المبهمة التى تواجهه هو أو أحد من أصدقائه، هنا واتته فكرة روايته «الوقوف على العتبات».

ويقول محمد: فى مرة كتبت أول جملة فيها بدون قصد أن تكون رواية، ثم اندفعت بعدها الأحداث والشخصيات. طوعت الموقف القديم للاشتباك مع الواقع الحالى، أو استخدمنى هو ممكن. وتحدثنا عن روايته فى السطور التالية: 

زوجة البطل تختفى، متى  يقرر الإنسان الاختفاء؟!
الهروب فى الرواية هو رمزية لشيء أكبر، ومحاولة للتعامل مع واقع الحياة القاسي، أعتقد ان كل إنسان منا فكر ولو مرة وحيدة فى الهروب من حياته واستبدالها بحياة أخرى، سواء فى مسارات مختلفة، أو بحياة واحد من المحيطين به أو نجمه المفضل.

الاختفاء فى ذاته ليس هدفا حياتيا، بل هو لحظة تنهار فيها قدرة الإنسان على الاحتمال، أو التعامل مع الواقع المحيط به، كما فعلت بطلة الرواية لتهرب من مأزقها اليومى، لكنها خلفت ورائها مأزقا أضخم، تكمن الفكرة فى قدرتنا على التعامل مع الحياة اليومية ومسايرتها بشكل أخف، وهنا يثور السؤال الذاتى: هل نستطيع فعل ذلك؟


لماذا استخدمت تقنية كتابة اليوميات فى الرواية -الصادرة عن المكتبة العربية للنشر-؟
الكتابة بالنسبة إلىّ لعبة من ألعاب البازل، كل عنصر فيها  يشكل قطعة، وبتركيب القطع الصحيحة تنتج الصورة الكاملة، بعدما ظهرت الفكرة على الورق، حاولت كتابة الافتتاحية بعدة طرق، ثم جاءت فكرة اليوميات لإحداث تركيز بالغ أو zoom in، على فكرة الصدمة التى تحدث للبطل من لحظة دخوله إلى البيت فلا يجد زوجته.

ومتابعة أفكاره لحظة بلحظة، وأتحدى هل نستطيع كتابة رواية شيقة ومتماسكة من أفعال «روتينية» كالجلوس على الكنبة، والاستحمام والأكل وغيرها، التى نفعلها بآلية وتتناساها ذاكرتنا فى خضم الأفكار الكبيرة.. بالنسبة إلى لم تكن الصعوبة فى تقنية اليوميات بقدر ما كانت فى استخدام ضمير المخاطب «أنت» فى سرد الرواية.

وهى تقنية غير منتشرة بصورة كبيرة، وقد تستخدم فى بعض الفصول، لكن أن تقوم عليها رواية كاملة من أول صفحة، فهذا لا يتكرر كثيرا، كنت متخوفا جدا من عدم دخول القراء فى جو الرواية، تركت نفسى للعبة، وحاولت الاستمتاع باللعب فقط. 


كتبت عبارة «إنك صرت شيئا مستعملا تم استبداله» فمتى يصبح الإنسان هكذا؟
هذه جملة يقولها بطل الرواية لنفسه، وهى ترتبط بالحالة الشعورية التى دفعته إلى ذلك. أعتقد انها جملة مناسبة لتكوين الشخصية وتعاملها مع حياتها وخصوصا استكشافه لوسائل التواصل الاجتماعى، فى رأيى الشخصى أن إحساس الإنسان بكونه شيئا مستعملا يعتمد بالأساس على موقفه فى العلاقات الإنسانية التى يخوضها.

وتوقعاته منها. الجملة تتناسب كثيرا مع مزاج مواقع التواصل الاجتماعى، والذى تشتبك معه الرواية، حيث تكثر الشكوى من العلاقات والإحساس الدائم بعدم جدواها وتهويل أى موقف شخصى.


يدخل البطل فى علاقة مع إمرأتين: الأولى زميلته فى العمل، والثانية فى العالم الافتراضى فهل صارت الشخصية الواقعية مختلفة عن الافتراضية؟
هذه منطقة من المناطق التى تحاول الرواية الخوض فيها، تتبادل المرأتان الأدوار فى حياة البطل بين العالمين: الافتراضى والحقيقى،  وهو يدور بين هذا وذاك ويتساءل عن الاختلافات التى تظهر له بين شخصية كل منهما الحقيقية والافتراضية، هذا تساؤل ملح فى حياتنا المغلفة اليوم بالشاشات، هل تختلف شخصياتنا الافتراضية عن الحقيقة؟  هل تختلف شخصياتنا أصلا بين كل تطبيق وآخر بما تفرضه معايير استخدامه والدوائر المحيطة بنا فيه؟ حقيقة أنا لا أملك إجابة يقينية لذلك، مثلى مثل بطل الرواية.


ما مشروعك الإبداعى الجديد؟
أعمل حاليا فى  رواية «جريمة أدبية» تحكى عن جريمة شرف فى محاولة للاشتباك مع مفهوم الفضيحة والعنف ضد النساء فى الريف.
 

اقرأ ايضا | افتتاح ملتقى الشارقة للسرد بحضور نخبة من المفكرين والكتاب والمبدعين