مأساة زوجة.. ونهاية ١٧ سنة زواج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بعد أن تطمئن على طفليها الصغيرين في فراشهما، تحتضن رضيعها الذي ضمته إلى صدرها، وألقمته ثديها وراح يمتصه بشراهة ثم يتركه ليرسل البكاء ثم يعاود الرضاعة، وكأن بكاءه مليئا بالمعاني.


تنذرف دموعها أيضا على وجنتيها، ترمق زوجها الذي يغط في نوم عميق تفوح منه رائحة عطر أنثى، ويدور بينها وبين الليل حديث صامت، وتتساءل هل تتبدد السعادة في لحظة وأن الخيانة لاتعني إلا امرأة.


هكذا كان حال الزوجة التي اتخذت القرار وذهبت إلى محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، تروي عن خيانة زوجها الذي جمع بينهما العمل، وتزوجا، وأحسا معا بالدفء واكتملت سعادتهما حينما رزقهما الله بثلاثة أطفال.

وبدموع تستكمل، لقد كان يعتمد علي في كل صغيرة وكبيرة، ورغم مواردنا المالية المحدودة كنت أدير شئون البيت بكل حكمة، ولم نشعر بأي أزمات اللهم إلا القليل منها، وفجأة تبدلت الحياة الهادئة الآمنة إلى ثورة وبركان، وتغير حال زوجي حيث أصبح يثور لأتفه الأسباب، كثير النقد واللوم، وكان الأمر يتحول إلى شجار مستمر، إلا أنني كنت ألتمس له العذر، وأقول أن هذا أمر طبيعي نتيجة لضغط العمل ولظروف الحياة القاسية، لكن ازداد الأمر سوءا وأصبح لايتواجد بالمنزل بالأيام بحجة أن هناك مأموريات مكلف بها.

كاد الشك أن يقتلني، وأثقلت رأسي بالتساؤلات، هل تزوج بأخرى؟ ولماذا؟
لم اقصر معه في أي شيئ، بل كنت الشمعة التي تحترق لتضيئى له حياته، وهل يكون جزائي نكران الجميل، ويطعنني في كرامتي، وتحطيم حياتي وحياة أولاده الثلاثة؟

وبدأت أبحث عمن  تكون زوجته الجديدة، وعلمت أنها أرملة تكبره بعشر سنوات لكنها ثرية، ولقد ضعف أمام الاغراءات المادية الرهيبة، وهانت عليه عشرة ١٧ سنة عشتها معه على الحلوة والمرة، ولهذا أطلب الطلاق منه لما وقع علي من ضرر، الأمر الذي تستحيل معه الحياة.

وبعد الاطلاع على الأدلة والمستندات التي قدمت للمحكمة، قضت بتطليق الزوجة من زوجها للضرر.