لحظة صدق

مصر وقمة التحديات !

الهام أبو الفتح
الهام أبو الفتح

باقى حوالى شهر على انطلاق المؤتمر العالمى للمناخ الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ فى السادس من نوفمبر المقبل، ويبدأ بقمة الزعماء يومى السابع والثامن، ولهذا اختار الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تكون كلمته فى انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة رقم 77  حول هذا الحدث التاريخى العالمى الهام الذى تستضيفه مصر ويشهده العالم بعد أن تفاقمت أزمة المناخ ووصلت إلى درجات خطيرة وبدأ العالم كله يشعر بخطورتها ويدفع ثمن إهمالها لسنوات طويلة
  فخطر التغيرات المناخية يواجه الجميع، الأغنياء والفقراء، ونجاح مصر فى هذا التحدى يدعمه نجاح كل الأطراف فى الوصول الى قواسم مشتركة، وهذا ماعبر عنه الرئيس حين قال: "أن تغير المناخ يظل التحدى الوجودى الأخطر الذى يواجه كوكبنا وأن تداعياته تزداد تفاقمًا، يومًا بعد يوم، مع كل ارتفاع فى درجات الحرارة..

 والحقيقة أن الحياة على الكوكب لا يهددها فقط الاحترار وتداعيات المناخ ولكن أيضا الأزمات الطبيعية والحروب والخلافات السياسية التى خلقت تحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم.

.. أوضح الرئيس السيسى أن هذه التحديات، تمثل   أعباء إضافية.. لكن تغير المناخ، يظل هو الأخطر.. وضرب مثلا بما شهدته  باكستان، من فيضانات خلفت دمارًا غير مسبوق، وما شهدته أوروبا، والولايات المتحدة، من حرائق غابات، يعد نذيرًا مؤلمًا، لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا ما لم نتحرك سريعًا.

ما طرحه الرئيس فى كلمته هى العناصر الأساسية لرؤية مصر التى تمثل فى نظرى شروطا واقعية لإنجاح المؤتمر منها: عدم التراجع عن التزامات ارتضيناها، وتعهدات قطعناها على أنفسنا..

واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهداتنا سواءً من خلال رفع طموح وتحديث مساهماتنا المحددة وطنيًا، تحت اتفاق باريس أو من خلال دعم كافة الجهود والمبادرات، بالشراكة مع كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية وأن تتعهد الدول المتقدمة بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتها، تجاه الدول الفقيرة، بتوفير تمويل المناخ وبالوفاء بتعهد الـ"100" مليار دولار وتعهدها بمضاعفة التمويل الموجه الى التكيف المناخى لما بعد 2025.. ما طرحه الرئيس هى رؤية شاملة هامة واجبة النفاذ وهو ما أكد عليه فى ختام كلمته: بضرورة وضع هذه الرؤية موضع التنفيذ لكى لا تنظر إلينا الأجيال القادمة لتقول: "كانت لديكم فرصة فأضعتموها، وها نحن اليوم ندفع الثمن باهظًا"..  

اتمنى من قلبى أن يضع الجميع خطة واجبة النفاذ ملزمة لجميع الاعضاء فى القمة الوشيكة التى تعكس فى جوهرها دعوة للسلام فى الحاضر وصحوة لإنقاذ أجيال المستقبل!