«الحق فى الدواء»: ترشيد الإنفاق على الإعلانات.. والأزمة الاقتصادية أثرت على المتبرعين

أين تذهب ملايين التبرعات؟

إيناس عبدالحليم - ايمن ابوالعلا -محمود فؤاد - دعاء عريبى
إيناس عبدالحليم - ايمن ابوالعلا -محمود فؤاد - دعاء عريبى

دعاء عريبى: علاج طفل السرطان يتكلف ٧٥٠ ألف جنيه.. والمستشفيات تحتاج الدعم

د.أيمن أبو العلا: الجمعيات والمستشفيات بحاجة لصلاحيات ومزايا فى الخدمات لمصلحة المرضى

د.إيناس عبد الحليم: المحافظات بها أماكن تحتاج للتركيز والدعم.. والتبرعات لن تتوقف

 

أين تذهب ملايين الجنيهات التى يدفعها المصريون من قوتهم لصالح المستشفيات الخيرية.. سؤال يطرح نفسه بعد الأزمة الأخيرة التى طفت إلى السطح وهى أزمة مستشفى 57357 بطنطا. ذلك المستشفى الذى توقف عن العمل بسبب 100مليون جنيه سنويا..

«الأخبار» فتحت ملف تبرعات المستشفيات الخيرية خاصة بعد أن شاهدنا فى رمضان الماضى وما قبله الاعلانات التى تستقبل لاعبى الكرة والفنانين الذين يتقاضون مبالغ خيرية فى اعلانات المستشفيات الخيرية.. فمن باب أولى أن تذهب تلك الأموال إلى المرضى وليس لجيوب لاعبى الكرة والفنانين.. وإلى التفاصيل.

بداية تقول د. إيناس عبد الحليم عضو لجنة الصحة بالبرلمان أن الأزمة التى تعرض لها مستشفى 57357 بطنطا تلزمنا بوجود وقفة جادة وحاسمة لمعرفة الأسباب التى جعل المستشفى يتعرض لذلك ولمنع تكرار هذا الأمر مع أماكن أخرى فلقد طالبت مرارا وتكرارا أن يتم جمع التبرعات التى يتم التبرع بها خلال شهر رمضان وعلى مدار العام للجهات المختلفة فى صندوق يكون تحت إشراف رئاسة الوزراء على أن يتم توزيع تبرعاته على جهات مختلفة حسب الأكثر و الأشد احتياجا بدلا من التركيز على مكان واحد فقط ،فهناك العديد من الجمعيات و تحديدا فى المحافظات تعانى من نقص التبرعات بسبب عدم معرفة الأهالى بها او لضعف إمكانياتها.

وتضيف أن الإعلان فى هذا الأمر سلاح ذو حدين فهو عامل مؤثر فى تعريف المواطنين بالأماكن التى فى حاجة ماسة إلى التبرعات و التعريف بها خاصة إذا كانت فى محافظات و لكن الجانب الآخر يكمن فى ان بعض أهالى المحافظات بسبب ما يتم عرضه فى المواد الإعلانية تكون نسب الثقة لديهم اكبر فى العلاج فى القاهرة تاركين العلاج فى المحافظات على الرغم من وجود أماكن ومعاهد لديها درجة كبيرة من الإمكانيات و الخبرة وهذا ما يجب أن يتم تعريف الجميع به حتى يتم فتح باب التبرعات للمحافظات أيضا.

وتشير إلى أن التبرعات موجودة وسيظل الجميع يتبرع خاصة فى أى شق خاص بالأطفال و لكن الأمر يحتاج إلى نظرة جادة من قبل القائمين على أى وضع خطة و إستيراتيجية واضحة لتنظيم العمل داخل أى جهة تعتمد على التبرعات بالاضافة إلى ضرورة تكاتف الأهالى لأنهم يعدون طوق النجاة و الحل السريع فى مثل هذه الأزمات فلو تم التبرع من جهات مختلفة حتى ولو بجنيه واحد كمبلغ رمزى بالإضافة إلى الاستعانة بأشخاص لديها خبرة فى هذا العمل المجتمعى مع الوقوف على أسباب الازمة ستكون هذه المعادلة حلا جذريا لمنع تكرار الأزمة.

من أجل المرضى

ويؤكد د.أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بالبرلمان أن هناك العديد من المستشفيات و المعاهد تتحقق فيها نسب شفاء عالية وهذا إن دل على شىء فهو ان التبرعات تصل إلى مستحقيها بالفعل و لكم من وجهة نظرى أن قد تكون أزمة بعض هذه الأماكن تكمن فى تكبدها مبالغ كبيرة فى
الخدمات سواء الكهرباء او المياه و غيرها الأمر الذى يجعل مثل هذه الفواتير تمثل ضغطا و عبئا على أصحابها خاصة ان بعض الأماكن قد تطالب بدفع مبلغ يتعدى المليون فى بند واحد بسبب استخدام الأجهزة الطبية و الغرف وغيرها ،الامر الذى يحتاج إلى نظرة إنسانية بضرورة
تخفيض هذه الاعباء من على كاهل هذه الاماكن لتكون أولى بتوظيف المبلغ فى علاج المرضى.

ويضيف أنه لابد من تكاتف جميع فئات المجتمع خاصة فى هذه المرحلة الراهنة من أجل دعم هذه المراكز او المستشفيات التى تعتمد على التبرعات فقط وغير مدعمة ،فكل منا لديه ضغوطات و حياته الخاصة بما فيها من مشاكل يومية روتينية و لكن يجب ألا يجعلنا ذلك ننسى ضرورة
دعمنا و تبرعنا للمرضى فى الجهة التى يرى الشخص أنها مصدر ثقة بالنسبة له.

ويقول الدكتور رضا سكر مؤسس بنك الطعام ومديره التنفيذى أن الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية وأزمة الغلاء العالمية أثرت بشكل كبير على نسب التبرعات ،فشهر رمضان بالنسبة لأى جهة تعتمد على التبرعات يمثل نسبة 70% من تبرعات العام بأكمله و
لكن بسبب الظروف العالمية كان هناك تأثر كبير وملحوظ فيها سواء بالشكل المادى او العينى وهذه ظروف خارج إرادة الجميع و لكن رغم ذلك أنها لم تتوقف حتى و إن قلت،مشيرا إلى أن جهة قائمة على هذا الأمر لابد و ان يكون لديها خطط بديلة دائما حتى لا تتعرض فى اى وقت لحدوث أزمة حتى و إن كانت خارجة على الإرادة او تعرضت لخفض نسب الدعم و التبرعات على ان يكون هذا الأمر متجسدا فى وجود جزء اقتصادى او أستثمارى يكون حسب نشاط الجهة فاذا كانت مستشفى لابد من وجود جزء استثمارى لعلاج القادرين ليكون مصدرا من مصادر المكان تضمن وجود دخل من خلاله أو على سبيل المثال لإقامة معارض ومشروعات وخدمات تخص المكان ليكون أحد مصادرها أيضا وعدم الاعتماد على التبرعات فقط ،فالدولة لديها أعباؤها خاصة فيما يمر به العالم من حولنا لذا لابد أن يكون المجتمع المدنى و الهيئات لديها خطط ورؤى واضحة ومستقبلية وعدم اتباع نظرية «اليوم بيومه» ويؤكد لدينا اكثر من 50 ألف جمعية القليل منها هو من لديه خطط سليمة ولا يتعرض لأزمات و لديه القدرة على الاستمرارية وقالت دعاء عريبى عضو مجلس النواب عن حزب المؤتمر بطنطا أنه بخصوص أزمة مستشفى ٥٧٣٥٧ بطنطا فقمت بالتواصل مع الدكتور شريف ابو النجا المدير التنفيذى لمستشفى ٥٧٣٥٧ بمصر والاستاذ الدكتور محمد فوزى نائب مدير مستشفى ٥٧٣٥٧ بطنطا للوقوف على تفاصيل تلك الأزمة.

مستشفى طنطا

 وأوضح الدكتور شريف ابو النجا ان الازمة الخاصة بمستشفى طنطا تكمن فى قلة الموارد المالية وان مستشفى طنطا لا يوجد بها الا ٤٠ سريرا فقط وهو ما يحمل المستشفى تكلفة اضافية تصل الى ٤٠٪ عن التكلفة الفعلية وتتحملها المستشفى وان مستشفى طنطا تحتاج سنويا قرابة مائة وثلاثة ملايين جنيها لتغطية علاج الحالات المرضية بالمستشفى بالاضافة للتكاليف التى تنفق لعلاج الحالات الموجودة بالمستشفى الام والتى يصل تكاليف علاج الحالة الواحدة قرابة سبعمائة الف جنيه لوجود بعض التخصصات الدقيقة بالمستشفى الام وأرسل لى سيادته ملفا كاملا يوضح الوضع بالنسبة لمستشفى طنطا وعرفت منه ان حساب التبرع لمستشفى ٥٧٣٥٧ هو حساب مركزى فطلبت منه فتح حساب خاص بالمستشفى للتبرع لصالح مستشفي٥٧٣٥٧ فرع طنطا لاطلاق حملة تبرع لصالح المستشفى بطنطا للوصول لحل لتلك الازمة ووعد بفتح حساب خاص بالمستشفى لصالح مستشفى ٥٧٣٥٧ فرع طنطا الأسبوع القادم وسيتم إبلاغ سيادتكم به فور الاعلان عنه وتم التنسيق ايضا مع الاستاذ الدكتور محمدفوزى مدير المستشفى بطنطا بذات المضمون .

وقال الدكتور محمود فؤاد رئيس المجلس المصرى للحق فى الدواء ان ازمة مستشفى ٥٧٣٥٧ ازمة عالمية ليست الاولى من نوعها و متوقع تكرارها مع مؤسسات و مستشفيات اهلية اخرى و ذلك نظرا لما يمر به العالم من ازمة اقتصادية انعكست بشكل واضح على قدرة المواطنين على التبرع و المشاركة فى الأعمال الخيرية، علاوة على عدم قدرة المستشفيات على الاستمرار فى توفيرالاجهزة الطبية و المعدات و الأدوية فى ظل الاسعار العالمية الجديدة خاصة انها تقدم خدماتها بشكل مجانى و تعتمد بشكل كامل على التبرعات فضلا عما تعانيه ايضا من ديون و تراكم للفواتير و العجز عن تدبير نفقاتها.

كما أن كثرة المستشفيات و المؤسسات الخيرية فى مصر التى تعتمد على التبرعات و التى تطارد المتبرعين اثرت بشكل سلبى على العمل الخيرى فى مصر ، فهناك اكثر من ٨٠ جهة خيرية رسمية فى مصر يجدها المتبرع فى انتظاره بقوائم التبرع فى البنوك و المصارف علاوة على الجهات المحلية الاخري.

وأكد رئيس المجلس المصرى للحق فى الدواء على ضرورة تدخل الحكومة و جهاتها المختصة لإنقاذ الموقف و مساعدة المستشفى على مواصلة تقديم خدماتها بالمجان، و ذكر ان هناك عدة مقترحات يمكن تنفيذها بالتكاتف مع مؤسسات المجتمع المدنى و رجال الاعمال و الشركات الكبري، مثل تخصيص نسبة ضئيلة من حصة اتحاد الكرة تعاقدات الأندية مع لاعبى كرة القدم للتبرع للمؤسسات الخيرية المصرية،

وأيضا من أجور الفنانين و الحفلات الغنائية، و كذلك تقليل الإعلانات التليفزيونية فى ظل ظروف المؤسسات الراهنة.

وأشار فؤاد إلى الجهود المستميتة من قبل الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية فى محاولة احتواء الازمة و ايجاد حلول لضمان استمرار عمل المستشفى رفقا بحالة المرضى المتواجدين بالفعل، فالمحافظة تعقد اجتماعات و مفاوضات دائمة مع الجهات الحكومية ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى و ايضا الجهات غير الحكومية كالشركات و الأندية وأصحاب الاعمال و قيادات المجتمع المحلى للوصول لنتائج مرضية.

إقرأ أيضاً|فيديو| «صحة النواب»: القانون الجديد يمنع «دليفري» الصيدليات