بدون تردد

الحرب.. والطريق المسدود (1)

محمد بركات
محمد بركات

شاء العالم أو أبى، أصبح محتمًا عليه الاعتراف الآن بالحقيقة القائمة على أرض الواقع، التى تؤكد دخول الحرب الروسية الأوكرانية دائرة اللاعودة، حيث لم يعد هناك أمل فى انتقالها من حالة التفجر والقتال المشتعل، إلى مرحلة التفاوض والتهدئة، تمهيدًا للتوافق على الأسس والقواعد والإجراءات المؤدية لوقف القتال وإعطاء الفرصة للحلول الدبلوماسية.

والواقع على الأرض المشتعلة بالنيران يقول، إن ما يجرى من عمليات تصويت فى الاستفتاءات الجارية الآن فى مناطق «دونيتسك» و»لوهانسك» و»خيرسون» و»زابوريجا» للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، هو فى حقيقته يمثل انتقالاً بالأزمة كلها إلى وضع مختلف تمامًا عما كانت عليه.

وإذا ما جاءت نتيجة الاستفتاءات إيجابية، وهو المتوقع فى ظل وجود أغلبية تؤيد الانضمام لروسيا فى هذه المقاطعات الأربع، فإن ذلك سيخلق واقعًا جديدًا فى الأزمة يصعب تجاهله على الإطلاق.

هذا الواقع يعنى أن هذه المناطق ستصبح بالنسبة لروسيا جزءًا لا يتجزأ عن أراضى دولة الاتحاد الروسى وفى هذه الحالة ستكون أى محاولة للاعتداء على هذه المناطق بمثابة اعتداء على الأراضى الروسية، وذلك طبقًا للدستور الروسى الذى سيطبق على هذه المناطق.

ورغم رفض مجموعة السبع الدولية ومن قبلها الرفض الأمريكى والأوروبى لهذه الخطوة وإدانتهم الكاملة لعمليات الاستفتاء وما ستسفر عنه من نتائج إلا أن عملية الاستفتاء مستمرة ومتواصلة، تمهيدًا لظهور النتائج خلال الأيام القليلة القادمة وسط توقعات بإعلان روسيا انضمام هذه المقاطعات إليها فور ذلك.

وتتزامن هذه الإجراءات مع ما تقوم به روسيا من المضى قدمًا فى تنفيذ القرار الخاص بإعلان التعبئة الجزئية الذى أعلنه الرئيس «بوتين» وهو ما يعنى إضافة «300 ألف» جندى روسى إلى ساحة المعارك.

خلاصة القول إنه بات على العالم فى ظل التطورات المتسارعة الأخيرة، أن يوطن ويرتب نفسه على أن الحرب الدائرة فى أوكرانيا حاليًا، لن تشهد نهاية قريبة أو سريعة، بل إن عكس ذلك هو الأرجح، وهو أننا سنشهد تصعيدًا للحرب يدخل بها فى مسارات جديدة .

«وللحديث بقية»