لم يحصل على ما تستحقه موهبته وطاقاته التمثيلية، لكنه حصل على حب واحترام جمهوره، وكان راضيا بما حققه طوال مشواره الفنى خاصة فى السينما بعد نجاحه على الشاشة الصغيرة.. النجم الراحل هشام سليم دخل عالم التمثيل على يد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بعدما اقنعت والده، نجم الفن والكرة، صالح سليم بأن يشارك فى فيلمها «امبراطورية ميم» وبالفعل رغم صغر سنه، 14 عاما، استطاع هشام سليم تقديم دور الولد المشاكس الذى يعبر عن جيل جديد وأفكار مختلفة.
بعدها قدم دوراً آخر فى فيلم «عودة الابن الضال» وكان دور هشام سليم ايضًا فى ذلك الفيلم لشاب يبحث عن الامل فى غد افضل فى مستنقع من الصراعات وخرج للبحث عن مستقبل وغد أفضل. ربما يعتبره البعض محظوظا لمشاركته عمالقة النجوم فى اعمال اصبحت علامات مضيئة فى تاريخ السينما المصرية حيث دخل الفيلمان فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، بينما هاجمه آخرون واعتبروا انها فرص توفرت له فقط لانه ابن «صالح سليم»، لكنه أصر على استكمال مشواره دون الالتفات لأى انتقادات.
ما بين البحث عن الذات والهروب من عباءة الأب ظل هشام سليم ينتقل من تجربه لأخرى، ينتقى اعماله وفقًا لقناعاته ومبادئه، لذلك لم نجد له دوراً بدون معنى او«حيلة» لإبراز نجم آخر، بل كانت ادواراً تعبر عن الحرية والتمرد باختلاف طرق تناولها وبالفعل شارك فى اعمال رائعة قدم من خلالها ادواراً لا تنسى مثل «تزوير فى أوراق رسمية» مع النجمة ميرفت امين والنجم محمود عبد العزيز و»لا تسألنى من أنا» مع النجمة شادية و«أريد حلا» مع سيدة الشاشة العربية و«اغتيال مدرسة» مع نبيلة عبيد و»اسكندرية كمان وكمان» مع يوسف شاهين.
مع بداية الالفية الثانية اصبح ينتقى هشام سليم أدواره بما يتناسب مع عمره، وهناك أدوار لا يستطيع أحد أن يؤديها سوى هشام سليم. له العديد من الأعمال المهمة فى السينما وكانت السمة المشتركة بين الأدوار التى قدمها، هى الشخصية المحبة للتغيير والمتمردة على تقاليد الواقع المقيد، ومع وصوله لمرحلة النضج الفنى، أخذ التمرد طابعا مختلفا، مع تقديمه لشخصية الدكتور هشام بفيلم «أنت عمري» الذى عرض فى 2005 للمخرج خالد يوسف وبطولة مشتركة لهانى سلامة ونيللى كريم و»خيانة مشروعة» وأخيرا «موسى» وهوآخر عمل قدمه للسينما عام 2021.
أما عن الدور الذى رفض هشام سليم تقديمه فى السينما، فهو عمل يتناول السيرة الذاتية لوالده نجم النادى الاهلى «المايسترو» صالح سليم وقال : «عُرض عليّ كثيرا تقديم شخصية صالح سليم فى السينما ورفضت وكان لديه حضور ربانى جميل، وفيه ناس من زمان عرضوا علىَّ عمل القصة والتمثيل بها، لأنى مش عارف القصة وما المكتوب فيها ومش مستعد أبوظ سيرة والدى لكى أقدم سيرته الذاتية ومفيش حتى الآن ممثل شبيه له».
اقرأ ايضا | هشام سليم.. نصف قرن من الإبداع والتمرد
