مراسلات سرية بين واشنطن وموسكو تحذرها من أستخدام النووي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت مصادر أميركية، بحسب ما أشارت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة تواصلت بشكل خاص مع موسكو وحذرت القيادة الروسية من العواقب الوخيمة التي ستتبع استخدامها سلاحا نوويا، وفقًا لمسؤولين أميركيين، بعد تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا، الاخيرة محذرا من أن هذه التهديدات ليست خدعة.

وبحسب الجريدة الأمريكية، فقد قررت إدارة الرئيس جو بايدن عمومًا إبقاء التحذيرات حول نوعية الرد الأميركي غامضا بشكل متعمد، لذا فإن الكرملين قلق بشأن الطريقة التي قد ترد بها واشنطن كما قال المسؤولون.

وأوضح التقرير أن محاولة البيت الأبيض تأتي لزرع ما يُعرف في عالم الردع النووي بـ "الغموض الاستراتيجي"، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا تصعيد خطابها حول احتمال استخدام الأسلحة النووية وسط تعبئة محلية تهدف إلى وقف الخسائر العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا.

وشاركت وزارة الخارجية في الاتصالات السرية مع موسكو، ولم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد بعثت بأية رسائل سرية جديدة في الساعات التي أعقبت إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحدث تهديد نووي خلال خطاب أعلن فيه عن تعبئة جزئية في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي، لكن مسؤولًا أميركيًا كبيراً قال إن الاتصالات حدثت باستمرار خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب التقرير الأمريكي،  فقد أكد مسؤولو إدارة بايدن أن هذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها القيادة الروسية باستخدام الأسلحة النووية منذ بدء الحرب في 24 فبراير، وقالوا إنه لا يوجد ما يشير إلى أن روسيا تحرك أسلحتها النووية استعدادًا لضربة وشيكة.

ومع ذلك، فإن التصريحات الأخيرة من القيادة الروسية أكثر تحديدًا من التعليقات السابقة وتأتي في وقت تتأرجح فيه روسيا في ساحة المعركة بعد هجوم مضاد أوكراني تدعمه الولايات المتحدة.

وفي حين بدا أن تصريحات الكرملين السابقة تهدف إلى تحذير الولايات المتحدة وحلفائها من المبالغة في مساعدة أوكرانيا، أشارت تعليقات بوتين الأخيرة إلى أن روسيا تدرس استخدام سلاح نووي في ساحة المعركة في أوكرانيا لتجميد المكاسب وإجبار كييف وداعميها.

وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من التسلح النووي : "ما يحتاج الجميع إلى إدراكه هو أن هذه واحدة من، إن لم تكن أشد، الحلقات التي قد تُستخدم فيها الأسلحة النووية منذ عقود"، وتابع "عواقب ما يسمى الحرب النووية المحدودة ستكون كارثية تمامًا".

ولسنوات، كان الخبراء النوويون الأميركيون قلقين من أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية أصغر، يشار إليها أحيانًا باسم "الأسلحة النووية في ساحة المعركة"، لإنهاء حرب تقليدية بشكل إيجابي وفقًا لشروطها وهي استراتيجية في بعض الأحيان وصفت بأنها "تصعيد لخفض التصعيد".

ورفض بايدن الإفصاح عن تفاصيل رد الولايات المتحدة، قائلاً فقط إن رد الفعل سيعتمد على "مدى ما يفعلونه".

وأوضح التقرير أن إدارة بايدن ستواجه أزمة إذا استخدمت روسيا سلاحًا نوويًا صغيرًا في أوكرانيا، التي ليست حليفًا للولايات المتحدة.. وسيكون أي رد عسكري أميركي مباشر ضد روسيا من شأنه أن يخاطر باحتمال نشوب حرب أوسع بين القوى العظمى المسلحة نوويًا، وهو ما جعل تجنبه من قبل إدارة بايدن أولويتها الأولى في جميع عمليات صنع السياسة في أوكرانيا.