كرم جبر يكتب: عام على رحيل المشير طنطاوي

كرم جبر
كرم جبر

21 سبتمبر العام الماضي رحل المشير طنطاوي، المقاتل الشجاع، الذي وضعه القدر في أصعب الظروف التاريخية التي مرت على مصر،  فاستطاع أن يحفظ الأمانة ويردها لشعبها، ويخرج بالبلاد إلى بر الأمان.

مقاتل شجاع خاض حروبًا شرسة في أعوام 56 و67 وحرب الاستنزاف و73،  وكما قال عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي فهو بريء من كل نقطة دم في عام الفوضى الذي أعقب أحداث يناير 2011، ولم تخرج رصاصة واحدة في صدر أي مواطن مصري، وكان الجيش إبان توليه مسئولية المجلس العسكري، هو صمام وحصن الأمان.
المشير طنطاوى حافظ على مصر في ظل سيطرة جماعة إرهابية، أسوأ من أي مستعمر مر على البلاد، وقاد عامًا ونصف العام من الفوضى بروح المقاتل الشريف، الذي يعرف جيدًا حجم مصر ومكانها، وعز عليه أن يكون مصيرها في يد جماعة باغية، لا تعرف إلا أطماعها في السلطة والحكم.

التاريخ وحده هو الذي سيحكم على الدور العظيم الذي لعبه المشير طنطاوي، ولم يكن مجديًا في ذلك الوقت استعراض القوة، بل التسلح بالحكمة والهدوء والصبر وثبات الأعصاب.


كانت مصر محاصرة من الخارج ومخترقة من الداخل، وتحيط بها المؤامرات الشيطانية من كل الاتجاهات، وكانت جماعة الشر تهدد بالحرب الأهلية والفتن الدينية، تناصرها تيارات تشهر أسلحة التحريض والوقيعة والتآمر.

المقاتل الشريف عبر ببلاده إلى بر الأمان، وتسلم الراية الرئيس عبدالفتاح السيسي المقاتل القوي، الذى عظم البطولة والقوة والعزيمة، وعاهد الله مع رجال القوات المسلحة أن يحافظوا على بلدهم، ولا يسمحوا بالانهيار الذى يعم كل دول المنطقة.

خرجت مصر من المحنة أكثر قوةً وشموخًا، مرفوعة الرأس والهامة والقامة، وقررت أن تستكمل الحرب المقدسة ضد الإرهاب، بعد أن تصورت جماعة الشر أن البلاد وقعت في قبضتها لـ 500 سنة قادمة.

توفى المشير طنطاوي في نفس يوم افتتاح نفق الشهيد أحمد حمدي الشمالي، ولم يشأ الرئيس أن يؤجل الافتتاح، واعتبرها مناسبة طيبة لتقديم التعازي للشعب المصري، من أرض سيناء الطاهرة، التي خاض طنطاوي كل حروبها في العصر الحديث.

توفى المشير طنطاوي وهو مطمئن على مستقبل بلده، وأنها نجحت فى كسر شوكة الإرهاب، وتنطلق بسرعة في معركة البناء، وتنهى عزلة سيناء الغالية إلى الأبد بستة أنفاق عملاقة، وضعتها فى قلب مصر.

رحل المشير طنطاوي يوم افتتاح النفق الضخم الذي يربط سيناء الغالية بأرض الوطن، في رسالة واضحة للجميع بأن سيناء لن تنفصل عن الجسد مرة أخرى، ولن تسمح مصر بتدنيس ثراها من الارهاب والإرهابيين.. رحم الله المشير طنطاوي، وجزاه خيرًا عن كل ما قدمه لمصر.