انتصار دردير تكتب: مصداقية «القاهرة للدراما»

إنتصار دردير
إنتصار دردير

لا تنجح المهرجانات الفنية من أول دورة، بل تحتاج لتراكم تجاربها حتى تثبت جدارتها، لكن مهرجان القاهرة للدراما ولد قويا فى دورته الأولى  ونجح خلال ساعات حفله الختامى فى إثبات تميزه وقدرته على تحقيق ما يتطلع إليه الفنانون وصناع الدراما فى مهرجان يثقون به، ويتمتع بالمصداقية والموضوعية.

اكتسب المهرجان مصداقيته من خلال القائمين عليه، الذين تصدرهم اسم النجم الكبير يحيى الفخرانى بما يتمتع به من محبة بين الجمهور والوسط الفنى على السواء، وقد عززتها أعماله الدرامية الناجحة، كما إمتلك المهرجان مصداقيته من اسم المخرجة القديرة إنعام محمد على رئيسة لجنة التحكيم التى لا تقبل أى تهاون، وعكس مشوارها مسيرة فنية وأعمال بارزة كانت شاهدا على إبداعاتها،والتى أكدتها بإختيارها لأعضاء لجنة التحكيم الذين تثق فى موضوعيتهم، وقد عملوا بجد واجتهاد لمشاهدة 27 مسلسلا فى فترة وجيزة، واتسمت اختياراتهم بالموضوعية، وخرجت عن أطر المجاملات،  فأعطت الجوائز كل ذى حق حقه، وذهبت لمستحقيها بنسبة كبيرة.

كما تحققت مصداقية مهرجان القاهرة للدراما فى تولى نقابة المهن التمثيلية تنظيمه، ورغم إشراف نقيبها د.أشرف زكى على كل كبيرة وصغيرة فى المهرجان، فلم يحاول أن يظهر كثيرا فى الصورة، ولم يقف على المسرح ليلة الختام ليلقى كلمة أو يشارك فى توزيع الجوائز، بل ظل يعمل فى الكواليس حتى يظهر الحفل بشكل راق، وقد وضحت لمساته الإنسانية بحرصه على تكريم، ليس فقط كبار النجوم، بل أيضا كبار ممثلى الأدوارالثانية والثانوية، الذين أكدوا أنه أكثر من يساندهم ويسأل عنهم، وكذلك تكريم الراحلين والغائبين من كبار الفنانين والفنيين خلف الكاميرات الذى لا يكتمل العمل بدونهم.

ونجح زكى فى حشد مختلف الأجيال فى ظاهرة لم تشهدها المهرجانات الفنية على هذا النحو من قبل، واكتملت مصداقية المهرجان برعاية الدولة له ممثلة فى الشركة المتحدة التى لم تبخل بشئ حتى يظهر فى أبهى صورة تليق باسم مصر، واستحق مسلسل «جزيرة الغمام» كل الاحتفاء به بحصوله على ست  جوائز من أهم جوائز المهرجان كأفضل عمل وأفضل ممثل أول وثان وديكور وتصوير ومؤلف لمبدعه الكاتب عبد الرحيم كمال الذى أتاحت فكرته البراقة وبراعة رسمه للشخصيات وحواره المتفرد، لفريق العمل أن يقدم إبداعا موازيا، محققا نجاحا بين الجمهور والنقاد على السواء.