لقلة الأعمال المعروضة.. فنانون يعانون من البطالة

فاروق فلوكس وخالد زكي
فاروق فلوكس وخالد زكي

هاجر زيدان

لا يمر أسبوع إلا ويظهر فنان أو أكثر، وهو يشتكي من البطالة وقلة الأعمال المعروضة، بل أن بعضهم يعاني من ظروف مادية صعبة بسبب مرور سنوات طويلة دون تقديم أعمال جديدة تذكر، وهو ما جعل هذا النوع من الضيوف مادة ثرية لبرامج «التوك شو» والبرامج الفنية، وأصبحت كلماتهم الحزينة والشاكية مادة أيضا لكن لصفحات «السوشيال ميديا».. في السطور التالية نتوقف على أسباب تصاعد تلك الأزمة، وهل هناك طرق سريعة للحل

تصاعدت الأزمة مؤخرا مع تصريحات الفنان القدير فاروق فلوكس عند استضافته في برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة “On tv”، والذي أشتكى فيها من قلة الأعمال الفنية التي تعرض على أبناء جيله، ورفض الجيل الجديد من الفنانين العمل معهم، رغم أن الفن طالما أعتمد على تواصل الأجيال، واكتساب الخبرات، لا قتلها فنيا، معبرا عن حزنه من جلوسه في المنزل دون عمل منذ 5 سنوات، وإعتماده على دخله السابق من عمله كمهندس، خاصة وأنه لم يحقق من الفن أي مكاسب مادية”.

نفس الأمر تكرر مع الفنان خالد زكي في لقائه التليفزيوني ببرنامج “ليالي” مع الإعلامية بوسي شلبي على قناة “Ten”، حيث قال: “لا أتحدث عن نفسي، لكن عن جيل كامل كما يجب أن تكون الأعمال لكل الأجيال، وليس لجيل واحد فقط، ولابد أن يقدر هذا الجيل مادياً وأدبيا وفنياً، حتى لا ينتهي به الحال إلى الإفلاس”.

عالم موازي

عن تلك الأزمة قال المخرج مجدي أحمد علي: “قد يكون سبب هذه الأزمة قلة الإنتاج الدرامي حاليا، وتغير شكل العملية الإنتاجية بالكامل، فأصبح النجم الآن هو من يختار فريق العمل، وهو ما يجعله يبحث عن فنانين متواجدين بشكل مستمر على الساحة، هناك سبب آخر هو التغير في طريقة كتابة السيناريو، والذي أصبح يركز على فئات عمرية محددة، دون غيرها، كل هذا مع تراجع دور المخرج الذي كان يدير العمل، لصالح النجم الذي أصبح مالك العمل”. 

ويضيف مجدي: “العمل الفني أصبح محتكر من بعض النجوم الذين يتمتعون بشعبية كبيرة، فيما تراجعت قيمة السيناريو والفكرة أمام النجم، فلو لم يقبل النجم بعمل حتى ولو كان مميز فليس له سبيل لظهوره إلي النور، ولا يوجد مجال للإبداع والأفكار المبتكرة، بل زاد الاقتباس ونقل الفورمات جاهزة الصنع، مع معالجات فنية فاشلة، ويأتي في النهاية اختيار العناصر الأهم من مخرج وكاتب سيناريو وممثلين”. 

المخرج محمد النقلي رفض أيضا ألقاء اللوم على المخرجين، واصفا أن الأزمة لم تطال فقط الفنان أمام الكاميرا، بل أيضا المخرجين، لكنه أعتبر أن الأمر أكبر من السوق المصري، ونقلها إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي أدت إلى قلة الإنتاج، مؤكدا على كلامه بإمكانية الرجوع إلى حجم الإنتاج الدرامي المصري في السنوات الأخيرة مقارنة بسنوات سابقة”. 

وعندما سألناه عن زيادة حجم الإنتاج مع وجود المنصات رد بالقول: “هذه المنصات لا تنتج سوى لعدد محدود من الفنانين، لذلك تبقى الأزمة قائمة”.

رد النقابة 

نقلنا المشكلة إلى الجهة الرسمية التي تمثل الفنانين في مصر، وهي نقابة المهن التمثيلية، وتحديدا عضو مجلس إدارة النقابة، الفنان سامي مغاوري، الذي رد بالقول: “الأزمة ليس لها علاقة بالنقابة، لكن ورائها مكاتب الكاستينج، التي غيرت آليات العمل في السوق بين الفنان والمخرج وشركات الإنتاج”. 

وواصل مغاوري بأن النقابة “مظلومة” في هذه الأزمة، لأنها تعاني من زيادة الأعباء عليها لتقديم الدعم الصحي وزيادة معاشات أعضائها في ظل زيادة الأعباء الاقتصادية، وغياب العمل عن البعض لسنوات. 

وأختتم مغاوري كلامه بالقول: “آخر زيادة في المعاشات كانت منذ عام، ولازالت النقابة تهتم بزيادة المعاشات، لكن مع الأخذ في الحسبان حجم مواردها، لذلك نحاول إعادة تقييم وضع كل فنان حتى يصل الدعم لمستحقيه”. 

اقرأ أيضأ l يخلق من الشبه أربعين.. صورة بيومي فؤاد بالعكاز تثير الجدل