مرصد الأزهر يُحذر: العنف فيروس يهدد أمن المجتمعات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«عدوى العنف.. فيروس يهدد أمن المجتمعات»، عنوان تقرير لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف حذر فيه مما يَتَّسم به عصرنا الحالى هو انتشار العنف وسرعة انتقاله بين أفراد المجتمع، وبشاعة الجرائم التى تُرتكب، وما يَنتج عن جرائم العنف من انعكاسات نفسية واجتماعية، واستفزاز مشاعر ووجدان الفرد والمجتمع.

أكدت الدكتورة رِهام عبد الله، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التقرير يأتى لمعالجة ظاهرة خطيرة لطالما بدأت تتغول فى المجتمعات وتشكل تهديدًا حقيقيًّا للأسرة والمجتمع، وتحتاج إلى معالجة حقيقية من مختلف الزوايا التى تؤثر فى الظاهرة أو تتأثر بها، وخصوصًا بعد انتشارها بين شباب الجامعات الذين يعول عليهم فى الارتقاء بمستوى الوعى وليس القتل،مطالبة بضرورة تكاتف الجهات المعنية للوصول إلى نتائج مستدامة وحقيقية لمعالجة الظاهرة.

وأكدت وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر التى أعدت التقرير أن الساحة العالمية شهدت ظهور ظاهرة «عدوى العنف»، وهو ما يبرهن أهمية تناول هذه الظاهرة، واستشهد المرصد بدراسة أمريكية حديثة حذرت  من انتقال العنف كالعدوى بين الأفراد وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعى وانتشارها كالعدوى من شخص لآخر، وأن الأشخاص يميلون غالبًا إلى تقليد ممارسات العنف التى تصدر عن الآخرين، كما أشار المرصد إلى حوادث القتل التى حدثت للطالبات: نيرة أشرف، الطالبة بجامعة المنصورة، ومن بعدها الطالبة الأردنية إيمان رشيد، ثم سلمى بهجت، الطالبة بكلية الإعلام والتى ماتت طعناً من زميلها فى الزقازيق، وبالتدقيق فى قرب المدة الزمنية بين حوادث القتل الثلاث، وسيناريو القتل الحادث فيها، والفئة العمرية التى تعرضت للقتل يتضح مدى انتشار العدوى بين المجتمعات، وكأن القاتلَيْن الثانى والثالث يقتديان بما فعله القاتل الأول.

اقرأ أيضًا

المؤتمر الإقليمى بالغردقة :  إشادة دولية بتصميم وتخطيط المطارات المصرية

ولعلاج ذلك أوصى المرصد بضرورة اتباع الأسرة أساليب التربية الإيجابية والبعد عن العنف والعقاب الموجه للأبناء، وضرورة الإشراف والمتابعة الأسرية لأى محتوى يقدم للطفل سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًّا وباتباع منهج تربوى -تتبنَّاه مؤسسات التعليم- يقوم على تنمية حس الإبداع، وتعزيز ثقافة التسامح، وتنمية الفضائل الأخلاقية وتعزيزها، وانتهاج سياسة واضحة للحد من العنف والتنمُّر المدرسي، وتفعيل دور رعاية الشباب والإرشاد الأكاديمى فى الجامعات، وعدم اقتصار الرحلات والمعسكرات والأنشطة الطلابية على الجانب الترفيهى فقط، بل لا بد من إدراج الجانب التوعوى أيضًا، حيث تكون هذه الرحلات والمعسكرات ترفيهية توعوية، وهذا ما قام به مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فى الآونة الأخيرة، حيث قام بتنظيم معسكر ترفيهى توعوى للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة شملت (28) دولة. 

ودعا لضرورة تشديد الرقابة على المحتويات الإعلامية والدرامية المقدمة للجمهور؛ حيث تخلو من أية مظاهر تحث على العنف وبسنُّ قوانين تجرِّم تداول المقاطع المتعلقة بجرائم العنف والقتل؛ حيث يؤدى تداول هذه المقاطع إلى انتشار عدوى العنف وانتقالها، والترويج لمثل هذه الجرائم بشكل كبير بين فئات المجتمع لا سيَّما المراهقين والشباب، حيث إن تكرار مشاهدة مثل هذه الجرائم يعزِّز ثقافة العنف.

وشدد مرصد الأزهر على أن موجات العنف التى تعصف بكثير من المجتمعات العربية والعالمية هى أكبر تهديد للسلام العالمي؛ إذ لا فرق بين حرب نظامية تودى بحياة الآلاف وبين جرائمَ فردية تنتشر فى المجتمعات انتشار النار فى الهشيم، ولعلَّ من الأهمية أن تضطلع المجتمعات بمواجهة فيروس العنف والانحرافات السلوكية، بنفس الضراوة والاهتمام الذى يسود مواجهة المجتمعات للفيروسات.