خالد جبر يكتب: حتى لا تكون الرابعة

خالد جبر
خالد جبر

ما هو السبب الحقيقى كى يكون القتل هو مصير اى فتاة ترفض شابا تقدم لخطبتها.. وكيف يكون الرد بهذا الاسلوب الوحشى الدموى هو الحل الوحيد لصدمة الشاب العاطفية.

تابعنا منذ ايام حادث مصرع الفتاة امانى الجزار بنت قرية طوخ طنبشا فى مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية.. حيث اطلق عليها شاب طلقات خرطوش امام منزلها  قبل ان ينتحر بعد ذلك.. والحادث البشع يجيء بعد ايام من مقتل الفتاة سلمى بهجت طالبة الزقازيق، وبعد ثلاثة اشهر من ذبح نيرة اشرف على يد محمد عادل امام جامعة المنصورة، على مرأى ومسمع زملائهما بالجامعة.

وجهت تلك الاسئلة لعدد من الاصدقاء.. احدهم قال ان هناك ظاهرة سيكولوجية تسمى التقليد اللحظى.. اى ان الانسان قد يقلد شخصا فى سلوك ما مهما كان مرفوضا او مبالغا فيه لمجرد انه حدث فعلا.. والبعض ارجع تلك الحوادث.. ولا أقول الظاهرة.. الى ضعف التربية وانعدام الترابط الأسرى وسيطرة  العنف على الاعمال الدرامية التى اصبحت هى المربى الاول لجيل الشباب الحالى الذى وجد نفسه يعيش فى اسر مفككة.. وتنهشهم وسائل التقطيع الاجتماعى المسماة كذبا بالتواصل الاجتماعى .

بالتأكيد.. فإن ملابسات الحادث الاول ونشره بصورة واسعة.. وتعاطف بعض المهاويس مع القاتل كان سببا رئيسيا للحادث الثانى والثالث.. واتمنى ألا يكون هناك رابع.

يبدو واضحا ان الشعار الذى رفعته الجماعة الارهابية.. «يا نحكمكم يا نقتلكم».. قد انتقل الى البعض من جيل الشباب واصبح: «يا نتجوزكم يا نقتلكم»..
المهم ان تلك الحوادث تحتاج الى دراسة اجتماعية سلوكية بشكل جاد وسريع دون ابطاء او تهاون ولا تهوين على اساس انها حوادث فردية.. وننشغل بالجدل الدائر حول هل من واجب الزوجة خدمة زوجها وبيتها وارضاع. أبناؤها أم لا..؟

ربما يكون عدم نشر تلك الحوادث قرارا صائبا لوقف تلك العدوى.. كذلك فانه من المهم تنقية انتاجنا من المسلسلات من مشاهد العنف واستباحة حياة الاخرين ببساطة.

والأهم من كل ذلك .. اقول لكل أب وأم.. أحسنوا تربية ابنائكم وبناتكم ولا تتركوهم للتليفزيون يربيهم والشوارع تحضنهم ووسائل التقطيع الاجتماعى تقطعهم.. حافظوا على أبنائكم تحافظون على أنفسكم ووطنكم .

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي