نهاد عرفة تكتب: الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ..!

نهاد عرفة
نهاد عرفة

تابعت بعض الحوارات فى عدة برامج للإجابة عن سؤال..هل يجيز القانون بمصر بث إعدام قاتل نيرة أشرف على الهواء بعد أن طالبت المحكمة، ولأول مرة فى تاريخ القضاء المصرى، من المُشرع إصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة علنية لتنفيذ حُكم الإعدام ولو لجزء من بداية التنفيذ ؟ القضية التى هزت مصر بمقتل طالبة المنصورة على يد زميلها أمام حرم الجامعة بعد أن رفضت الزواج به تكررت بالسيناريو نفسه لتلحق سلمى الطالبة الجامعية بعد ثلاثة أسابيع بمدينة الزقازيق حتفها عمداً على يد زميلها بعد أن رفضت الارتباط به ! وليُلقى السؤال المطروح من المحكمة حواراً جماهيريا بين مؤيد ومعارض، وأعتقد أن حدة المعارضة قلت بعد تكرار الجريمة، فقد ثار الجدل من جديد حول السؤال المطروح، هل إذاعة تنفيذ الحُكم على الهواء سيشكل صدمة للجمهور ولن يؤدى إلى الردع كما قال المعارضون وأن العدالة الناجزة هى الأكثر ردعًا، أم أن تنقيذ الحُكم على الهواء هوَ القصاص بعينه الذى يثير الردع وعبرة لكل من تسول له نفسه بالتعدى على أرواح الناس الآمنين ؟

ولا تزال المناقشات تثار فى المجالس العائلية وتتردد فى الشارع المصرى ووجدت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعى، فما هى التداعيات الاجتماعية لبثّ تنفيذ أحكام الإعدام علناً ؟ هل تؤدى إلى نتائج كارثية وتنشر ثقافة العنف ولن يرتدع كل من يشاهده كما يقول علماء الاجتماع ؟ أم أنه يؤكد المساواة بين القتل عمداً وتطبيق الإعدام علنا لتحقيق الردع العام للمجتمع ؟

مثل هذه القضايا الاجتماعية يجب ألا تُترك وتهدأ وتُهمل بمرور الوقت كمثلها من القضايا المسكوت عنها، ألم يحن للمشرعين وعلماء الاجتماع وكل من يهمه الأمر إلى عقد الاجتماعات الموسعة لمناقشتها وحسم الجدل الدائر.

ورداً على بعض الباحثين الذين يقولون أن بث عقوبة الإعدام علناً يتضمن انتهاكاً لحقوق المحكوم عليه ومخالفة لقانون الإجراءات الجنائية وهو شكل من أشكال التنكيل الذى يرتبط بفكرة العدالة الانتقامية، أقول ومثلى كثيرون..وما هى حقوق المجنى عليهن الذين تم التنكيل بهن وتم سفح دمائهن على مرأى ومسمع من الجميع.