يحدث فى مصر الآن

إنعام محمد على

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أعترف أننى شعرتُ بسعادة بالغة عندما عرفت أن المخرجة الكبيرة إنعام محمد على ستكون رئيسة لجنة تحكيم الدورة التجريبية لمهرجان القاهرة للدراما. تنظمه نقابة المهن التمثيلية.

بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

أسعدنى الاختيار. فكل من عرف المخرجة الكبيرة يُدرك نزاهتها بجانب تفردها كمخرجة فى كل عمل أخرجته.

وعودتها مرة أخرى للساحة حتى لو كانت رئيسة لجنة تحكيم مسألة تستحق الإشادة والتوقف أمامها. فهى مبدعة أصيلة وصاحبة موقف ورؤية.

ومجرد جلوسها فى بيتها كان يُشعرُنى بالذنب. فهى قيمة كبيرة سواء كمخرجة للدراما التليفزيونية أو الإذاعية أو السينما..

من مسلسلاتها يقف أم كلثوم وحده كبيراً وعملاقاً..

وإن كنت أخشى أن أظلم الأخريات من المطربات بهذا الحكم القاسى. لكن مسلسل: أم كلثوم يؤرخ به فى تاريخ الدراما التليفزيونية. له ما قبله وله أيضاً ما بعده.

ولها مسلسلات أخرى أهمها: هى والمستحيل، حصاد العمر، دعوة للحب، ضمير أبلة حكمت، قاسم أمين، قصة الأمس، مِشَرَّفَة رجل لهذا الزمان، الحب وأشياء أخرى..

ولها سهرات درامية كثيرة من أهمها: أم مثالية، حب بلا ضفاف، نونة الشعنونة عن قصة سلوى بكر، الخروج من الجلد. إضافة لخمسة أفلام سينمائية منها: آسفة أرفض الطلاق، يوميات امرأة عصرية، الطريق إلى إيلات، حكايات الغريب مأخوذ عن عمل لجمال الغيطانى الذى يرصد فيه المقاومة المصرية الباسلة للعدوان الإسرائيلى الصهيونى على مصر وما جرى هناك.

ومن المعروف أن جمال الغيطانى عمل مراسلاً حربياً لجريدة الأخبار فى الجبهة إبان حرب 67، 73 وما بينهما. واستفاد كثيراً من تجربته وقدمها فى أعمال فنية مهمة. لعل حكايات الغريب من أنضجها. واختيار إنعام محمد على لهذا النص بالذات وتقديمه فى فيلم بديع. كتب له السيناريو والحوار محمد حلمى هلال يُعد من الأعمال الوطنية النادرة التى تؤكد لنا أن مصر تستحق منا دائماً وأبداً أن ندافع عنها وأن نقدم أرواحنا فداءاً لها. واختيار النص لتقديم فيلم عنه يحسب للمخرجة..

وبقدر سعادتى بعودتها مرة أخرى فى مهرجان الدراما التليفزيونية، إلا أننى ذُهِلتُ عندما قالت للزميلة إيناس عبد الله بجريدة الشروق أن الباب مغلق بالنسبة لعودتها للإخراج مرة أخرى. وأنها تلقت خلال السنوات الماضية عروضاً كثيرة للعودة. ولكنها لم تتحمس.

فلابد أن تكون واثقة من قدرتها على بذل المجهود الكافى للعمل الذى تقوم بإخراجه.

فالمهمة ليست هينة على الإطلاق، وتحتاج لقوة وقدرة كبيرة. لابد أن تكون العودة بنفس مستوى ما كنت أقدمه من قبل. فلا يليق بى أن أتواجد لمجرد التواجد، وعليه فليس لدىَّ ما يشجعنى على العودة للإخراج مرة أخرى.

أناشد المخرجة الكبيرة التى تُعد ثروة قومية أن تعيد النظر فى قرارها، وأن نشاهد لها أعمالاً جديدة فى القريب العاجل.