كنوز مصرية «٥»| معهد بحوث البترول .. العلم يكتشف الطاقة

رئيس معهد بحوث البترول: مصر أول دولة بالشرق الأوسط تستخدم الهيدروجين الأخضر

ياسر مصطفى خلال حديثه مع «الأخبار»
ياسر مصطفى خلال حديثه مع «الأخبار»

«المصرية لتكرير البترول» أنتجت سولارا بدون رصاص .. وتعظيم القيمة المضافة الهدف الأول 
د. ياسر مصطفى مدير المعهد: دربنا مهندسى حقل ظهر .. وحللنا تربة أنفاق بورسعيد 
لدينا أبحاث لإنتاج ألواح شمسية .. وأجهزة قياس لنسب الزئبق والكبريت فى الغاز الطبيعى

ما هى مراحل تكرير البترول؟ وكيف يتم تحويله إلى مشتقات لتعظيم الاستفادة منه؟ .. وكيف يتم إنتاج الغاز الطبيعي؟ وما مصير المياه المستخدمة فى عملية إنتاج النفط؟..وما مستقبل مصر فى الطاقة الهيدروجينية صديقة البيئة؟ .. وكيف يتم التعامل مع بقع البترول والزيت فى حال تسربها من السفن إلى المياه؟..

أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عليها فى الحلقة الخامسة من حملة كنوز مصرية من خلال زيارة معهد بحوث البترول المصرى الكائن بشارع عباس العقاد بحى مدينة نصر ..هذا الصرح العلمى الذى يعتبر الجهة الرسمية والمعتمدة لتطبيقات وأبحاث البترول والغاز الطبيعى من أجل إنتاجه ..

معلومات كثيرة حصلنا عليها على لسان مدير المعهد د.ياسر مصطفى والذى يعد علامة مشرفة فى تاريخ البحث العلمى فى مصر .. وإلى التفاصيل فى هذا التحقيق.

فى البداية يقول الدكتور ياسر مصطفى رئيس معهد بحوث البترول إن المعهد هو أحد أهم المعاهد البحثية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى وأن رئيس مجلس إدارته هو وزير البترول وأن المعهد يتلقى دعما غير محدود من المهندس طارق الملا وزير البترول مما يعطى قوة دفع للمعهد، فوزير البترول يعتبر معهد البترول هو الذراع العلمية لقطاع البترول و عليه فالمعهد بجميع العاملين به يحاولون دائما ان يكونوا عند حسن ظن الوزارة، فنحن نمتلك الآن رؤية لمصر ٢٠٣٠ و هى الطريق الذى نسير فيه جميعا معا، فهذه الرؤيه تتصور المجتمع المصرى فى عام ٢٠٣٠ مجتمعا مبدعا ومبتكرا وآلية تحقيق ذلك تبدأ من الجامعات المصرية والمعاهد البحثية، مشيرا إلى اهتمام الدولة حاليا بأن يكون للبحث العلمى فى مصر مخرج بحثى تطبيقى ينتقل بعد ذلك إلى حضانات وشركات تستطيع أن تساهم فى زيادة المكون المحلى الذى ينادى به رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أقسام بحثية

وأكد الدكتور ياسر أن البحث العلمى أصبح الآن من أساسيات ومتطلبات العصر فى ظل الظروف العالمية الراهنة التى تجبرنا على الثقة فى البحث العلمى والإيمان بأنه طوق النجاة للخروج من بعض المشاكل العالمية، فعلى سبيل المثال الحرب العالمية الأوكرانية وما انعكس عليها من ارتفاع لسعر الدولار وما تلاه من ارتفاع للأسعار، فأصبحت الحاجة للمنتج المصرى الخالص وزيادة المكون المحلى حاجه ماسة.

وأشار مدير معهد بحوث البترول خلال حديثه أن المعهد به سبعة أقسام بحثية تمثل مراحل استخراج وتكرير البترول وهى الاستكشاف والإنتاج والتحليل والتقييم والتكرير والبتروكيماويات والاستخدامات البترولية وتوفير العمليات، وهذه الأقسام جميعا موجودة لتعظيم الاستفادة من القيمة المضافة من خلال أبحاث البتروكيماويات ويعد هذا من أهم أهداف الدولة المصرية التى يعمل عليها قطاع البترول فى الوقت الراهن، حيث نعمل على تصنيع برميل البترول واستخراح مشتقاته وبيعه بأضعاف سعره العالمي، وقد شاهدنا جميعا الشركة المصرية لتكرير البترول كانت قد أنتجت سولارا بدون رصاص مما يعظم من قيمته المضافة ويرفع سعره ويجعله يتماشى مع الجهود العالمية لتحسين المناخ.

وعن رؤية مصر المستقبلية للأكسجين الأخضر أكد أن مصر هى أولى دول الشرق الأوسط التى ستفعل استراتيجية العمل عليه بتوجيهات رئاسية حيث إن الرئيس السيسى فى مؤتمر إيجيببس أشار فى كلمته إلى ضرورة التحول التدريجى للطاقة النظيفة من خلال تحليل الماء إلى هيدروجين وأكسجين وهو ما يعرف بالهيدروجين الأخضر، وهذا النوع من الطاقة مكلف جدا.

المياه الملوثة

ويستطرد قائلا إن المعهد يهتم بمحورى الماء والطاقة، حيث يركز المحور الأول على استخدام المياه الملوثة وتقليل الفاقد منها، فالمعهد يمتلك معامل على أحدث مستوى وأجهزة تعمل على تحليل وتقييم المياه حتى يمكن إعادة استخدامها، كذلك يمتلك المعهد العديد من الأبحاث والدراسات لتحويل مياه الصرف الزراعى باستخدام مواد نووية واستخدام مواد قابلة لامتصاص الملوثات بدلا من إلقائها فى البحار وبالتالى استخدام نفس المياه مرة أخرى فى شركات البترول وهو ما يعرف بـ»تقليل الفاقد».

أما عن المحور الثانى المتعلق بالطاقة فيقول إن المعهد يمتلك أبحاثا عن الطاقة النظيقة والتى تهتم بتقليل الانبعاثات واستخدامها بشكل إيجابى وتعظيم القيمة المضافة وكذلك يهتم المعهد بإنتاج الطاقة من خلال الألواح الشمسية ويحاول زيادة المكون المحلى اللازم لتصنيعها، علاوة على ما يملكه المعهد من مراكز خدمات البترول التى تمد شركات البترول بالمستويات لتقوم بصنيع النفط بدلا من استيراده، كما نقدم الاستشارات الفنية لشركات البترول من خلال تعاقدات تمتد لعشرات السنين، فضلا عن التدريب الصيفى لطلاب الجامعات المصرية الذى يقدمه المعهد بالمجان للشاب لتدريبهم على مواجهة سوق العمل.

وذكر الدكتور ياسر مصطفى رئيس معهد بحوث البترول فى لقائه أن وزارة التعليم العالى قامت مؤخرا بتصنيف للمعاهد العلمية والبحثية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وتم تصنيف المعهد ليكون السابع لأول مرة فى تاريخه؛ مما يؤكد اهتمام الدولة والوزارات بالبحث العلمى فمصر لها دور ريادى فى هذا المجال، واستكمل قائلا إن المعهد حاصل على شهادة الأيزو برقم ١٧٠٢٥ وشهادة بجودة المعامل للعام الـ١٣ على التوالي.

فالمعهد يؤمن بالجودة بجميع عامليه منذ زمن بعيد لإيماننا بأن الجودة تنشئ تحديثا وتجعل العالم ينظر إلينا نظرة مختلفة خاصة تلك التى تهتم بالبحث العلمى المصري، ويفيد بأن المعهد يمتلك أجهزة تستطيع تحليل الغازات بشكل دقيق حيث يمتلك المعهد جهاز GC الذى يقوم بتقييم نسبة الكبريت فى الغاز والذى يتم معالجته من خلال وحدة المعالجة فى حال زيادة نسبته عن نسبة معينة، كما يوجد أيضا دراسات وأبحاث عدة تهتم بقياس نسبة الزئبق فى الغار الطبيعى منعا لحدوث مشكلات، حيث يتم أخد عينات شهرية من الحقول و تم تقييمها من خلال هذا الجهاز الذى لا يوجد إلا فى معهد بحوث البترول.

ونوه بأن المعهد به معدات وأجهزة تعمل على خلق بدائل الطاقة كاستخدام الطحالب فى إنتاجها واستخدام الزيت المستعمل فى تحويله إلى سولار وبايوديزل، ونجرى تجارب على استخدام بطاريات الليثيوم لإنتاج الطاقة وكذلك البطاريات الكهربائية، كما أكد على أن المعهد يعمل جاهدا لتلبية احتياجات قطاع البترول ومحاولة توفيرها بدلا من استيرادها من الخارج.

بقع الزيت

وفى سياق آخر أشار رئيس معهد بحوث البترول إلى تكاتف المعهد مع هيئة قناة السويس والعمل معا على إنتاج مشتتات صديقة للبيئة، وهى مواد كيماوية تساعد على تشتيت البقع الزيتية تستخدمها هيئة قناة السويس فى كشط المواد العالقة فى البقع الزيتية وذلك قبل دخول الزيت إلى الشعب المرجانية والقرى السياحية، وكذلك يتم التعامل معها أيضا من خلال مواد حية تتغدى على المواد الهيدروكربونية فى بقعة الزيت، ويمتلك أيضا المعهد مركزا متخصصا فى تغليف أنابيب البترول وهو وحدة الحماية الكاثودية كما يقوم المعهد بإنتاج وقود حيوى مصنع من بقايا الشاي، كما يوجد مركز آخر لمعالجة التسريبات بداخل خزاناتها، حيث يتم استرجاع المواد الهيدروكربونية فى الخزانات ومعالجتها لإعادة استخدامها مرة أخري.

ويضيف عميد المعهد أنه وقع عقد بروتوكول تعاون مع وكالة الفضاء المصرية وذلك لمراقبة خطوط الغاز والبترول وتصوير أى محاولة لتفجيرها وكذلك لاستكشاف اماكن اماكن تدفق البترول كما أن المعهد لعب دورا كبيرا فى المشروعات القومية والمساهمة فى انتشارها كحقل ظهر وإنفاق بورسعيد حيثما قام المعهد بتدريب المهندسين المسؤولين حاليا على إدارة حقل ظهر وبالتالى الإدارة مصرية مائة فى المائة كما كان للمعهد در فى تحليل التربة فى أنفاق بورسعيد.

اقرأ أيضاً | وزير البترول: هدفنا التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات