طاهر قابيل يكتب: أنا والدكتور زاهي

طاهر قابيل
طاهر قابيل

منذ سنوات كان لى موقف مع الدكتور «زاهى حواس» لا اعلم مدى صدقه وإن قال خبير الآثار المصرية العالمى  هذا الكلام .. أم أنه من بين بنات أفكار زميلة عزيزة وصحفية وإعلامية شهيرة ..كنت قد بدأت منذ أكثر من 15 عاما سلسلة مقالات عن ان «فرعون سيدنا موسى» عليه السلام ليس مصريا وولد وعاش بأرضنا الطيبة .. وقد قرأت كتبا تشير الى ذلك وتؤكد أنه كان من «العماليق» بالجزيرة العربية.. حاولت ان اطلق فكرة نناقشها وندرسها ونبحث فى مصداقيتها من عدمه ..فقد وجدت أن جدودنا «قدماء المصريين» لم يطلقوا هذا اللفظ على من  يحكمنا فى أى فترة زمنية ..

كما استغربت ان يتحدث سيدنا موسى الى نبى الله «شعيب» فى «مدين» على حدود الأردن ويحكى له ما حدث من فرعون وقتله النفس وهو يتحدث المصرية التى تختلف عن الكثير من شعوب المنطقة ..وبمجرد أن كتبت المقالات واجهت رفضا شديدا من مختلف الاتجاهات والثقافات ووصفى بأننى خرجت على ما يؤمنون به .. واقترحت زميلة ان التقى وكيل الأزهر ليغير فكرى ..وقالت لى اخرى إنها تحمل رسالة لى  من العالم المصرى  الدكتور زاهى حواس بأن مسمى «فرعون» موجود وهو مأخوذ من  كلمة «برعا» اى البيت الكبير وأنه جرى العرف فى العصور المصرية الحديثة على إطلاق اللقب على الحاكم فى مصر القديمة مثل « كسرى» ملك الفرس و»قيصر» للروم و»النجاشى» للحبشة وكان حاكم مصر يرتدى» تاج أحمر» رمز الشمال وآخر «أبيض « رمز الجنوب ثم اتحدا فى عصر مينا موحد القطرين وأصبح تاجا واحدا  أى أنه يحكم مصر العليا والسفلى .

لم أقتنع بكلامها ولم أرفضه ولكنى آثرت الصمت تجاه الهجوم الذى تلقيته.. ومنذ أيام عثرت على كتاب « الحارس» الذى يحكى عن أيام «زاهى حواس» ..أبحرت فيه أغترف من صفحاته التى  تزيد على 600 صفحة ويحكى عن البداية قبل ان يأخذنا فى رحلة لعالم الآثار العظيم مع إهدائه الكتاب الى روح ابيه ونصائحه والى روح امه وتضحياتها ويتحدث عن ان جائحة كورونا والجلوس الإجبارى  فى المنازل فتحت الباب لكتابة المذكرات  فهو من مواليد 28 مايو 1947فى قرية العبيدية التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط  وهى قرية صغيرة على شاطئ النيل تعلم فيها التأمل والاستمتاع بالجمال والثقافة فبها العديد من  الفلاحين الذين يملكون فى بيوتهم أرفف تضم روايات لعظماء الكتاب والروايات المترجمة والسيرة الهلالية وحكى عن اختيار اسمه وكيف كان حال منزل عائلة حواس وكيف كان شهر رمضان متميزا فى قريته ..وللحديث بقية