محمد بركات يكتب: الحادث المأساوي

محمد بركات
محمد بركات

بعد العزاء الواجب والتعاطف الانسانى والأخوى التلقائى، الناجم والمعبر عن المشاركة الوجدانية الطبيعية، السارية من كل مواطن مصرى لكل أهله وذويه وأخته وأخيه، الذين فقدوا أحبة اعزاء عليهم تربطهم صلة الرحم أو القربى، أو روابط وأواصر ووشائج الجيرة أو الصداقة، أو المعرفة، فى الحادث الأليم بكنيسة «أبو سيفين» بامبابة، الذى أدمى قلوبنا جميعا فى مواجهة مصابنا الفادح.

بعد ذلك ومعه ومن خلاله هناك بعض الملاحظات اللافتة، تستحق الرصد والتسجيل حول ما جرى وما كان قبل وأثناء المأساة وما يجب أن يكون بعد وقوع ما وقع.

- أولها وأكثرها استحقاقا للذكر والإشارة، هو ذلك الحجم الكبير للصدمة المقترنة بموجة عارمة وثقيلة من الحزن، التى ألمت بكل  المصريين جراء الحادث الأليم فور علمهم بوقوعه، والتى كانت وبحق انعكاسا طبيعيا وتلقائيا ومباشرا للتلاحم الوجدانى بين كل أبناء الوطن الواحد، على امتداد واتساع ربوع مصر وفى كل مكان على أرض الكنانة.

- وثانيها.. الانتفاضة السريعة والفورية لكل الدولة بمسئوليها وأجهزتها ومؤسساتها لمواجهة الحادث واحتواء آثاره على كل المستويات الانسانية والمادية والمعنوية، وهو ما يؤكد ويدعم صدق توجه الدولة لحماية أبنائها، وحرصها الشديد على توفير أقصى الرعاية لهم والوقوف معهم فى مواجهة النوائب والملمات.

- وثالثها..  وهو ما يجب التوقف أمامه والنظر إليه بكل الاهتمام والتدقيق،...، نظرا لما أسفر عنه الحادث المأساوى من حاجة ملحة وعاجلة لضرورة المراجعة الفورية والشاملة لكل اجراءات وقواعد وأدوات الحماية والسلامة المدنية، اللازم توافرها فى جميع المنشآت والمبانى المخصصة للعبادة، فى كل الأحياء بكل المدن والمحافظات بطول البلاد وعرضها.
والى الله العلى القدير نتضرع، أن يشمل برحمته وعفوه ومغفرته ضحايانا وأن يلهمنا الصبر.