خالد ميري يكتب: دروس حريق الكنيسة

خالد ميري
خالد ميري

حريق كنيسة أبى سيفين أوجعنا جميعا، أشعل بداخلنا نيران الحزن على ضحايا أبرياء سقطوا داخل بيت من بيوت الله.. قلوب كل المصريين تألمت واهتزت بعنف.

بعد دقائق فقط من اشتعال النيران كان زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع الحادث لحظة بلحظة.. يصدر توجيهاته لكل أجهزة الدولة بالتحرك الفورى، يقدم التعازى لقداسة البابا تواضروس وأسر الضحايا ويتلقى التعازى من ملوك ورؤساء العالم.. يوجه الهيئة الهندسية بالترميم الفورى للكنيسة، ولم تتأخر الدولة  لحظة واحدة..

رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى عاد من العلمين فورا بمجرد انتهاء حلف اليمين للوزراء الجدد.. توجه إلى الكنيسة ليعاين الأضرار ويقدم التعازى ومنها إلى المستشفى ليواسى المصابين ويطمئن عليهم.. وضرب رجال الداخلية أروع الأمثلة فى محاصرة النيران المشتعلة وإطفائها وسقط منهم مصابون، كما كانت وزارة الصحة على الموعد بسرعة انتقال سيارات الإسعاف للمكان ونقل المصابين للمستشفيات.. لكن كثافة النيران والدخان كانت شديدة فلم يتحمل الأطفال وكبار السن والضحايا لنفقد 41 شهيدا.. وكانت شهامة المصريين حاضرة فسقط محمد يحيى مصابا وهو يحاول إنقاذ الأطفال والضحايا من لهيب النيران.

وفى الموعد كانت وسائل الإعلام المصرية جميعها حاضرة.. تنقل الحدث لحظة بلحظة.. وتضع الحقائق كاملة أمام الشعب فتغلق الأبواب أمام الشائعات وتجار الفتنة.. التزمت كل الصحف ووسائل الإعلام بالأكواد والمعايير المهنية الصادرة من المجلس الأعلى للإعلام فى تغطية مثل هذا الحادث، وهى الأكواد التى تتفق مع المعايير المهنية العالمية فى التغطية.. وتميزت ـ إكسترا نيوز ـ فى تقديم تغطية حية لحظة بلحظة لتضارع فى عملها المهنى كبرى القنوات الإخبارية فى العالم.. التغطية الإعلامية والصحفية المتميزة من كل وسائل الإعلام المصرية وبينها ـ قطعا ـ الصحف القومية ومواقعها الإلكترونية أكدت أن الإعلام المصرى يسير فى طريقه الصحيح .. إعلام موضوعى مهنى يستعيد الريادة لمصر فى محيطها الإقليمى.

وبمجرد أن هدأت النيران انتقل النائب العام المستشار حمادة الصاوى لموقع الحادث للمعاينة.. وكانت النيابة العامة قد بدأت تحقيقها فور وقوعه لكشف كل الملابسات والحقائق وإعلانها.. وإن كانت المعاينة المبدئية كشفت أن الحريق بدأ من أجهزة تكييف فالمؤكد أن كل أماكن تجمع المصريين سواء مساجد أو كنائس أو مولات وغيرها فى حاجة لمراجعة دورية لكل وسائل السلامة والأمان حتى لا نفقد أى ضحية جديدة فى حادث جديد..

عدد الضحايا أوجع قلوبنا.. وتعامل الدولة الفورى مع الحادث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه فى الجمهورية الجديدة لا فرق بين مسلم أو مسيحى.. الكل مصريون والدولة لاتتأخر عن رعاية الجميع فلا فرق بين مصرى ومصرى بسبب اللون أو الدين أو الجنس كلنا سواسية فى دولة تتسع للجميع.. ولم يعد هناك مكان بيننا لمثل هذه الحساسيات.

وإذا كان التعامل الفورى مع الحادث والتغطية الإعلامية الشفافة والمهنية قد أغلقت أبواب الشائعات، فالمؤكد أن هناك أفراد لا يرضون بديلا عن الشائعات فيحاولون ترديدها والدفاع عنها، برغم انعدام حجتهم وتهافت منطقهم.. لكنهم كما يبدو لا يعيشون ولا يتعايشون إلا على موائد الفتنة والشائعات.
فى هذا الحادث الحقائق كاملة تصل للشعب لحظة بلحظة.. فلا أحد لديه ما يخفيه ولا توجد حقيقة غائبة أو فى بطن الشاعر، لا مكان للفتنة ومروجيها فى جمهوريتنا الجديدة.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها..