«زابوريجيا» تثير رعب العالم بعد تحذيرات من كارثة نووية

مدخل محطة زابوريجيا فى حراسة مركبات عسكرية روسية
مدخل محطة زابوريجيا فى حراسة مركبات عسكرية روسية

بقلم: مرام عماد المصرى

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السادس.. وعلى الرغم من كل الحديث عن تجاوز روسيا للخطوط الحمراء للغرب بسلوكها فى الحرب وعن تجاوز الغرب للخطوط الحمراء لروسيا بمساعدتها العسكرية لأوكرانيا، فإن الخطوط الحمراء الحقيقية لم يتم اختراقها بعد.

وفى أحدث حلقة فى سلسلة من الحوادث التى أثارت قلق المجتمع الدولي، قالت الوكالة الأوكرانية للطاقة النووية إن الصواريخ الروسية أضرت بجزء من محطة زابوريجيا النووية العملاقة.


وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك أى تسرب إشعاعي، إلا أن الوكالة قالت إن وحدة معالجة الأكسجين- والنيتروجين، وخط طاقة عالى التوتر قد تضررا فى المحطة الواقعة فى جنوب أوكرانيا.


وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشأن تجدد قصف المنشآت النووية الأسبوع الماضى فى محطة زابوريجيا الأكبر فى أوكرانيا وأوروبا والتى تسيطر عليها روسيا، من دون أن يتمكن أى مصدر مستقل من تأكيد أى منها. فيما أشارت شركة إنيرجواتوم الأوكرانية المشغلة إلى وقوع «خمس ضربات» قرب مستودع للمواد المشعة.

متهمة القوات الروسية بشنها.. وسرعان ما أثارت أنباء الضربات إدانة دولية، حيث وصف السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «أى هجوم» على المنشآت النووية بأنه «انتحاري».

وحث رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسى الطرفين على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» تجنب كارثة نووية.. والأسبوع الماضي، دعا جوتيريش إلى إنهاء النشاط العسكرى حول مجمع الطاقة النووية فى زابوريجيا .وحث على سحب الأفراد والمعدات العسكرية وعدم نشر مزيد من القوات أو العتاد.

ودعا روسيا وأوكرانيا إلى عدم استهداف المنشآت أو المنطقة المحيطة بالمحطة.. وعلى وقع تحذيرات من كارثة شبيهة لتشيرنوبيل-الحادثة النووية الأسوأ فى التاريخ عام 1986- اتهمت مجموعة الدول الصناعية السبع، موسكو بأنها «تعرّض للخطر» المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وطالبت بإعادتها إلى أوكرانيا.. وحول اتهام روسيا وأوكرانيا بعضهما البعض بالقصف وتأكيدهما على مخاطر وقوع كارثة يقول جون إيراث، كبير مديرى السياسات فى مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار، وهى منظمة غير ربحية، «فكرة وقوع حادث نووى مخيفة-ستجذب انتباه الناس-لذا فهى أداة جاهزة لهذا الغرض».


بالنسبة لروسيا، إنها طريقة «لرفع المخاطر لزيادة المخاوف المحلية... لتسليط الضوء على أهمية مواصلة العملية العسكرية».ووفقًا لتحليل من معهد دراسة الحرب، قد تكون أيضًا استراتيجية «للاستفادة من المخاوف الغربية من كارثة نووية وتدهور الإرادة الغربية لتقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا».

أما بالنسبة لأوكرانيا، فإن الهدف هو بناء «تعاطف عام» حول المحطة التى تم الاستيلاء عليها.. هناك قضيتان تغذيان قلقا عميقا بشأن الوضع فى المحطة النووية، التى تخضع للسيطرة الروسية ولا يزال الموظفون الأوكرانيون يعملون بها. حيث أصبح مسئولو السلامة النووية الدوليون قلقين بشأن نقص قطع الغيار.

وإمكانية الوصول للصيانة الروتينية للمفاعلات، وعدم الاتصال بالموظفين، حيث تسبب الصراع المستمر فى تعطيل كل ذلك.. أما القضية الثانية فهى إطلاق صواريخ مؤخرا نحو المحطة، مع تبادل الروس والأوكرانيين بأصابع الاتهام بشأن المسئولية. ووفقًا لشركة إنرجواتوم الأوكرانية-كانت التأثيرات قريبة من منطقة تخزين الوقود المستهلك حيث ادعى المشغل أن القوات الروسية «استهدفت على وجه التحديد» الحاويات على الرغم من وجود القوات الروسية فى الموقع.


ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن المسئولين الأوكرانيين لديهم فى بعض الأحيان ادعاءات مبالغ فيها حول المخاطر النووية التى يشكلها الصراع فى كل من تشيرنوبيل و زابوريجيا. لذلك ليس من الواضح فى الوقت الحالى مدى خطورة حادثة نهاية الأسبوع الماضى فى حد ذاتها.

وتقع محطة الطاقة النووية بمنطقة زابوروجيا، والتى يسيطر عليها الجيش الروسى منذ مارس الماضي، على الضفة اليسرى لنهر دنيبر، بالقرب من بلدة إنيرجودار، وهى أكبر محطة للطاقة النووية فى أوروبا وواحدة من أكبر المحطات فى العالم.

ومن حيث عدد المفاعلات، والقدرة المركبة، حيث تحتوى المحطة على 6 مفاعلات، فى حين أن محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، وهى موقع أحد أكبر الحوادث النووية فى التاريخ، تضم أربعة مفاعلات. وأثار اقتراب المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية من المحطة مخاوف والقلق فى جميع أنحاء أوروبا.


وتحتل المحطة موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية لكل من القوات الروسية والأوكرانية، التى تتنافس على السيطرة على الموقع منذ بداية الحرب.

اقرأ أيضا | البنتاجون ينفى تورطه فى هجوم القرم.. وكييف تقر بـ «نجاحات جزئية» لروسيا