عاجل

كلمة السر «والده».... لحظات رعب عاشها لبنان على يد صاحب «الدولارت المجمدة»

الشيخ حسين متحجز الرهائن فى لبنان
الشيخ حسين متحجز الرهائن فى لبنان

 ليس مشهد أكشن من فيلم أمريكي عن عصابة تقوم بعلمية سطو مسلح داخل أحد البنوك من اجل سرقة عدة ملايين، لكنه مشهد حقيقي حدث داخل لبنان.

فبسبب مرض والده الشديد قام شاب لبناني يدعي بسام الشيخ حسين يبلغ من العمر 42 عاما، باحتجاز عدد من الرهائن دخل بنك لبناني يدعي " فدرال بنك " في شارع الحمرا بوسط بيروت.

بدأت الأزمة عندما أشارت التقارير الطبية إلى شدة مرض والد محتجز الرهائن الذي يعيش في منطقة بئر حسن في بيروت، وأنه بحاجة للعلاج الذي يكلف 50 ألف دولار على مدى 3 سنوات.

لم يجد محتجز الرهائن مفر من سحب مدخراته المالية التي كان يودعها في " فدرال بنك " على مدرا عدة أعوام والتي تبلغ 209 ألف دولار، لذلك توجه الشيخ حسن صباح اليوم الخميس 11 أغسطس إلى البنك المذكور، مطالبا بسحب وديعته المجمدة من البنك، ولكنه طلبه قُبل بالرفض، مما دفعه إلى عملية احتجاز الرهائن وتهديدهم بالسلاح وموادا قابلة للاشتعال، حتى انتهاء عملية سحب أمواله من البنك.

وعلى مدار 8 ساعات حاول البنك التفاوض مع محتجز الرهائن في إلا أن معظمها باءت بالفشل، حيث كانت البداية مع محاولة القائمون على " فدرال بنك " بعرض دفع فاتورة استشفاء والده مقابل إطلاق المحتجزين.

إلا ان محتجز الرهائن، الذي كان يرتدي "تي شيرت" أسود و"شورت جينز"، وافق في أخر المطاف على تسليم نفسه للسلطات الأمنية مقابل صرف جزء من مدخراته المالية .

وأشار أحد أقراب محتجز الرهائن يمتلك مدخرات نقدية في المصرف تبلغ 210 ألف  دولار أميركي، ولدى شقيقه مبلغ 500 ألف دولار أيضا.

واتهم شقيق محتجز الرهائن مدير البنك بالقيام بعمليات مشبوهة، وأن أخيه يمتلك 210 ألف دولار ويرغب في بعض أمواله ليدفعهم بالمستشفى من أجل علاج والدهم.

وأشار شقيق محتجز الرهائن الذي يدعي عاطف الشيخ حسين، أن أخيه لم يكن يمتلك في البداية سلاح ناري، مشيرا أن السلاح الذي كان يحتمله الشيخ حسين، ملك مدير البنك وموجود داخل البنك.

وأردف عاطف أن أخيه كان معه بنزين وربما يفكر في حرق نفسه والموظفين ومن يقف في طريقه، قاصدا مدير البنك.

واكد شقيق محتجز الرهائن أن كل مطالب أخيه كانت الحصول على أمواله المجمدة في البنك، مؤكدا على استعداد أخيه لتسليم نفسه في حالة حصل على الأموال وأن يبقى في الحبس معاقبًا على عملية الاحتجاز.

ودخل علي خط الأزمة رئيس جمعية المودعين، حسن مغنية، وهي جمعية تهتم بالدفاع عن حقوق المودعين، الذي أكد أن محتجز الرهائن يرغب في استرداد حقه بالكامل فقط، مؤكدا إن الرجل فوضه للحصول على وديعته التي تقدر بمبلغ 210 دولار.

وتوجهت كل أصابع الاتهام إلى مدير البنك الذي تم وصمه بعدة عمليات مشبوهة، انه كان سبب في الأزمة التي تفجرت في المصرف بعدما قام بطرد محتجز الرهائن خارج البنك في أول اندلا العملية قائلا له "إطلع بره" ، بحسب ما أشار أحد جيران الشيخ حسين

وسلط جار محتجز الرهائن الضوء على أنهما تربيا سويًا منذ طفولتهما هو محتجز الرهائن، واستكمل: «مدير البنك اللي لازم يتحمل النتيجة».

إلا أنه خلال الأزمة تمكنت مع الـ " سي ان ان" من التواصل مع حسن حلاوة مدير فرع  البنك اللبناني " فدرال بنك " في شارع الحمرا، الذي وصف الجو داخل المصرف بـ"الهستيري"، ذلك أنّ محتجز الرهائن الذي يحتجز 6 أشخاص، 5 موظفين، يفقد أعصابه بين حين وآخر.

وأشار إلى أن رائحة الوقود ملئت المكان بعدما رمى كمية كبيرة منها على الأرض، وبالتالي أي رصاصة تطلق قد تؤدي إلى اندلاع النار داخل البنك اللبناني منذرا بكارثة في وسط بيروت بشارع الحمرا.

وعلى مدار اليوم ظهرت عدة مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر شخصان وهما يتفاوضان من خلف باب " فدرال بنك" الحديدي مع محتجز الرهائن.

ويظهر الشيخ حسين وهو يتحدث بعصبية ويحمل سلاحا بيد وسيجارة بيد أخرى، رافضا إطلاق سراح أي من الموظفين، فيما يطلب أحد المفاوضين منه السماح بخروج مودعين اثنين موجودين داخل المصرف.

يعاني لبنان منذ فترة طويلة أزمة اقتصادية، أدت إلى حالة من الكساد الحاد والمزمن بحسب تقارير عن البنك الدولي، مون المُرجّح أن تُصنّف هذه الأزمة الاقتصادية والمالية ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

ويقدّر البنك الدولي أنه في عام 2020، انكمش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 20.3%، بعد انكماشه بنسبة 6.7% عام 2019.

وقد انخفضت قيمة إجمالي الناتج المحلي في لبنان من حوالي 55 مليار دولار أميركي عام 2018 إلى ما يُقدّر بنحو 33 مليار دولار أميركي عام 2020، في حين انخفض نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنحو 40% من حيث القيمة الدولارية.