فى الصميم

ترامب.. السجن أو الرئاسة؟!

جلال عارف
جلال عارف

الحقيقة الكبرى فى الحياة السياسية الأمريكية هى أن قصة ترامب لن تنتهى بسهولة!! بالأمس دخل التاريخ باعتباره أول رئيس سابق تقتحم المباحث الفيدرالية مسكنه وتقوم بتفتيشه بناء على أمر قضائى.

فى البداية كان التساؤل هو: عن أى شىء يبحثون.. وفى إطار أى تحقيق جرى الاقتحام؟!..

فأمام ترامب أكثر من تحقيق..

هناك تحقيق فى التهرب الضريبى، وهناك تحقيق فى مسئوليته عن الهجوم على الكونجرس، وهناك أخيراً التحقيق الذى يجرى عن استيلائه على وثائق رسمية وسرية من وثائق البيت الأبيض وعدم تسليمها للأرشيف الوطنى كما يقتضى القانون..

وهو ما ثبت أنه كان وراء مداهمة المنزل وتفتيشه والتحفظ على عشرة صناديق من الوثائق الرسمية.

أمريكا المنقسمة يتعمق انقسامها على وقع ما حدث..

ترامب وأنصاره يقولون إنها السياسة وليس العدل، وإن الهدف هو منعه من الترشح للرئاسة فى الانتخابات القادمة.. والديموقراطيون يؤكدون أن لا أحد فوق القانون، وأن رئيس المباحث الفيدرالية التى اقتحمت منزل ترامب جاء لمنصبه بقرار ترامب نفسه والمستقلون يرون أن قرار الاقتحام لا يمكن أن يصدر إلا إذا كانت هناك أدلة على مخالفات خطيرة وإلا كانت العواقب سيئة للغاية على النظام القضائى وعلى الحياة السياسية فى أمريكا.

ماذا فى الصناديق العشرة التى جمعت محتوياتها المباحث الفيدرالية من غرفة نوم ترامب وغرفة مكتبه والخزائن السرية؟!.. الإجابة قد تحدد مصير ترامب، وقد تفتح الباب لتغييرات سياسية حاسمة.

القانون يعاقب ـ إذا ثبتت المخالفات ـ بالغرامة والحبس حتى ثلاث سنوات، ويمنع من الترشح للرئاسة أو أى مناصب فيدرالية. لكن السياسة لها أحكامها (!!) وفى انتظار ما تبوح به الصناديق وما تؤكده التحقيقات يبقى ترامب محور الحياة السياسية والصراع الحزبى، وتسير أمريكا إلى المزيد من الانقسام قبل أقل من ثلاثة شهور على انتخابات الكونجرس التى تزداد خطورة مع احتمال أن تجرى وترامب فى قفص الاتهام!!