«زغاريد» في قاعة المحكمة..الأم عقب النطق بحكم الإعدام: حقك رجع يابني.. تفاصيل

الأم بجوار صورة ابنها
الأم بجوار صورة ابنها

كتبت: إيمان البلطي

وقفت الأم تتابع جلسة النطق بالحكم على قاتل ابنها.. عيونها زائغة ما بين القاتل في قفصه والقاضي على منصته، تتابع حركات شفاه القاضي وهو يتلو نص الحكم، وعندما جاءت اللحظة وسمعته وهو يأمر بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية، أطلقت لصوتها العنان، وأخذت «تزغرد» بشكل هستيري حتى بُح صوتها.. ولما لا وهذه اللحظة التي عاد إليها فيها حق ابنها، والذي مات غدرًا بسبب ٥ جنيهات، كانت هي الأمل الوحيد الذي تعيش عليه..  تفاصيل هذه القضية التي شهدتها محافظة المنوفية من بداية وقوعها حتى تم النطق بالحكم في السطور التالية..

 

نشرت «أخبار الحوادث» في عددها من قبل واقعة مؤسفة شهدتها محافظة المنوفية، عندما أقدم شاب على قتل آخر لرفض الأخير دفع خمسة جنيهات.. الأمر لم يكن هكذا بسهولة، فقط طعنه مرة، وبعد فترة طعنه مرة أخرى، ثم في الأخير قتله.

تلك هي حكاية «سامى إبراهيم طلبة الرجبي»، ابن مركز تلا، والبالغ من العمر ١٩ عامًا، والمعروف بأخلاقه وحسن سمعته، والذي لقى مصرعه على يد شاب غادر يدعى«م».

البداية
يحكى «إبراهيم الرجبي وشهرته أيمن» - والد سامي -  تفاصيل تلك الواقعة لـ «أخبار الحوادث» قائلا: «جهز سامى نفسه بعد الإفطار للخروج مع زميله ليذهبا إلى شبين الكوم لشراء ملابس العيد، وبمجرد ما أن خرج من المنزل حتى امتدت يد الغدر إليه لتقتله، حيث أن «م» كان فى انتظارهم بالشارع، وبمجرد أن شاهد سامى مقبلا عليه حاول الإمساك به، وكان بيده سلاح أبيض «سنجة كبيرة»، وقتها صاح سامي بصوت مرتفع وجرى زميله ليستنجد بالمارة، إلا أن القاتل امتدت يده وطعنه عدة طعنات بالصدر حتى سالت الدماء منه».

وأضاف والد المجني عليه قائلا: «ابني كان عكازي الذى استند عليه» فأنا مصاب وعندى ظروف مرضية تمنعني من العمل، وكان سامى قد تحمل المسؤلية منذ الصغر فلم يكمل تعليمه حتى يستطيع أن يساعدنا فى مصروفات المنزل، وكان يعمل فرانا بفرن بلدي بالقرية، ولم يكن له أعداء، يحب السلام والخير لجميع الأشخاص، لكن من فترة كان يجلس على المقهى هو وزملاؤه وبعد أن انتهى من تناول كوب شاي نهض ليحاسب صاحب المقهى، وأثناء إعطاء الحساب وجد شابا يقول له عايز ٥ جنيهات، فقال «سامى» له لماذا، ولم يعجبه أسلوب الفتونه الذي ظهر عليه ذلك الشاب الغريب، ورد عليه ابني قائلا: «والله لوكنت تريد ٢٠ جنيها بأسلوب مؤدب لأعطيتها لك ولكن أنا لن أعطيك شيئا»، حينها أخرج «م» سلاحا ابيض (كتر) وضربه به فى يده، فدافع ابني عن نفسه، فإذا بالكتر يصيب جبين الشخص البلطجي».

إقرأ أيضًا

قاتلة زوجها أمام النيابة: أهانني أمام بناتي فطعنته بالسكين

طعنة
واستكمل: « فور أن علمت بما حدث؛ حاولت حل المشكلة بشكل ودي، وأرسلت لهم لعمل مجلس عرفي، رغم أن الشخص الآخر هو من قام بالمشاكل وليس ابني، ولكني كأب خفت على فلذة كبدي، فأنا ليس لدي غير سامي وأخيه زياد، وهما ثمرتي في الدنيا وأخاف عليهما.. بعدها ظننت أنه قد انتهى الأمر، وكان سامى يخرج كل يوم بعد العشاء ليفتح المخبز ويهيئ العجين بالدقيق بشكل طبيعي وكالمعتاد، لكن بعدها بأيام وفي طريقه إلى عمله وجد شخصين على دراجة نارية تسير وراءه ولما التفت إليهما فإذا بـ «م» يحمل مطواه وضربه بها بذراعه وجرى، أصابت ابني إصابة جعلته يجري خياطة للجرح حوالي ١٢ غرزة، عندها قمت بتحرير محضر بقسم الشرطة وتم الحكم على ذلك الشخص غيابي ب ٣ شهور لأنه هرب بعد ما علم بالمحضر، وطوال تلك الفترة يرسل تهديدات لنا بقتل ابني، وأنا كنت أظن أنها غير حقيقية،  وكلام نتيجة للمحضر وثرثرة بدون فعل».

واختتم: «اختفى ذلك الشخص من القرية لفترة ولم يظهر بالمنطقة، ويوم الحادث كنا نتناول الإفطار واستأذن سامى منى للذهاب بعد الفطار لشبين الكوم لشراء ملابس العيد، لأن هذا اليوم الوحيد الاجازة من عمله، وقال ربما أرجع المنزل الساعة ١١، فوافقت، ولو كنت أعلم القدر لكنت حبسته ووقفت حارسًا على حجرته. انصرف من المنزل وخرجت أنا لزيارة صديق لي وجلست عنده، وبعد دقائق وجدت هاتف صديقى يرن وعندما رد عليه وجد شخصا يقول له أيمن عندك فقال له نعم، فقال له بلغه ابنه مصاب بالشارع، وأغلق صديقي هاتفه وسألني.. سامى فى البيت يا أيمن؟ فقلت له ذهب لشبين الكوم في طلب. فقال؛ فيه اشخاص بلغوني إن ابنك مصاب في الشارع. حينها لم يخطر بذهني أن المصاب سامى، فاتصلت على زياد، فقال لي يا بابا إصبعي قد جرح وأنا بلعب بالكرة، ولم يصبني شيء، اتصلت بسامي وجدت زميله بيرد عليا وقال لي سامى في المستشفى يا عم أيمن، تعالى أنا هناك، فخرجت مسرعا للمستشفى، ووجدت ابني طريح على ترولي النقل الخاص بسيارة الإسعاف، والأطباء يضعون له جهاز التنفس الصناعي، ولكنه لم يستجب ومات، ووجدت دماءً تلطخ جسده، فسألت زميله فقال له تربص لنا»م» بالشارع وكان معه سكينه وحاول  سامى الدفاع عن نفسه لكن طعنه القاتل عدة طعنات».

اسدال الستار
فور أن وقع الحادث، تحركت الأجهزة الأمنية وتم ضبط المتهم وبحوزته الأداة التي نفذ بها جريمته، وتم إحالة الأمر إلى النيابة العامة التي بدورها قامت بإجراءات التحقيق في الواقعة، وإحالتها إلى المحكمة الجنائية.. وبعد ما يقرب من ٤ أشهر تم إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.
تصف «أم سامي» هذه اللحظة قائلة: «أنا ابني جالي في المنام وقالي انتي ليه لابسه اسود يا أمي، أقلعي الاسود وابقى إلبسي أبيض، أنا في مكان أحسن بكتير من عندكم».. وأنا فعلا ناوية أقلع الأسود بس قولت لما ربنا ياخدلي حقي ويرجع حق ابني اللي راح ظلم.. والنهاردة ربنا خادلي حقي ومبقاش فاضل على إعدام اللي حرمني من فلذة كبدي إلا أيام قليلة».