سطور جريئة

حتى تنجح تجربة الجامعات الأهلية

رفعت فياض
رفعت فياض

 تجربة جديدة تبنتها الدولة من أجل فتح مسارات جديدة للتعليم الجامعى، وإنشاء جامعات فى تخصصات تتفق وحاجة المجتمع ومتطلبات العصر أيضا ممثلة فى الجامعات الأهلية والتى بدأت بإنشاء ثلاثة منها فى جامعات الجلالة والملك سلمان والعلمين العام قبل الماضى، وأضافت لها جامعة المنصورة الجديدة فى العام الماضى، وهذا العام سيكون لدينا 12 جامعة أهلية جديدة خرجت من رحم الجامعات الحكومية أنفقت عليها الدولة مليارات الجنيهات لنقترب من تحقيق الحلم الذى كنا نطالب به وهو أن يكون لدينا 100 جامعة سواء كانت حكومية أو خاصة أو أهلية، كما أضافت الدولة للجامعات الأهلية أيضا 7 جامعات تكنولوجية جديدة ستأخذ بالتعليم الفنى فى مصر للنهوض والارتقاء وستعمل على زوال النظرة الدونية له بالمجتمع خاصة وأن الطلاب والمجتمع فى الخارج يفضلونه على التعليم الجامعى مثل ألمانيا على سبيل المثال التى تعتبر رائدة التعليم الفنى فى العالم.

ونظرا لأن الجامعات الأهلية وهى فى الحقيقة جامعات حكومية بمصروفات قد لا تكون هى المفضلة من البداية من جانب الطلاب عن الجامعات الحكومية المجانية بصرف النظر عن أن معظم طلاب الجامعات الحكومية ملتحقون بكليات نظرية قد لا يكون المجتمع فى حاجة كبيرة لخريجيها، إلا أننى أتمنى أن نعمل على أن تكون بداية هذه الجامعات الأهلية قوية خاصة وأن تخصصاتها تتفق ومتطلبات العصر، وأولى عناصر نجاحها هى ضرورة توافر أعضاء هيئة التدريس المتخصصين لها، وأنا لا أنكر أن المهمة ليست سهلة لأننا سنبدأ الدراسة لأول مرة فيما يوازى نصف عدد الجامعات الحكومية، وأهم عنصر لنجاحها سيكون توافر أعضاء هيئة التدريس المتخصصين فى نفس تخصصات هذه الجامعات، وهى فرصة لأعضاء هيئة التدريس المعارين للخارج الذين يتحايلون بجميع الطرق والوسائل وبطرق مؤسفة للأسف فى بعضها لمد فترة إعارتهم لأكثر من 10 سنوات أن يعودوا إلى بلادهم للعمل فى جامعاتهم الأهلية الجديدة وستكون برواتب لا تقل عما يتقاضونه فى الخارج مثلما هو حادث الآن فى الجامعات الأهلية الأربع التى بدأت الدراسة بها مبكرا خاصة إذا كانت تخصصاتهم تتفق وطبيعة الدراسة فى هذه الجامعات وسيكون توفير العدد الكافى من أعضاء هيئة التدريس لهذه الجامعات خير دعاية لها لدى المجتمع حتى تستوعب أعدادا أكبر من الطلاب تتفق والإنفاق الاستثمارى الذى تم وسيتم بها.

كما أرجو من المجلس الأعلى للجامعات أن يتوقف عن حشر مئات الآلاف من الطلاب بكثير من الجامعات الحكومية بصورة تفوق طاقتها الاستيعابية، وأن يتم قبول الأعداد المعقولة بها حتى تتوافر أعداد كافية من الطلاب لتلتحق بالجامعات الأهلية فى مسارات جديدة لهم وحتى تنجح تجربة هذه الجامعات.