يحدث فى مصر الآن

مدبولى فى البحيرة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

زار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء محافظة البحيرة. تابعت الزيارة بدقة. كان فى استقباله اللواء هشام أمنة محافظ البحيرة. قال رئيس الوزراء إن إجمالى نصيب البحيرة من مشروعات التنمية 124 مليار جنيه.

وخلال السنوات الأربع الماضية تم تنفيذ أكثر من 4320 مشروعاً قومياً. بتكلفة 80 مليار جنيه. وحتى هذه اللحظة تم تنفيذ 60% من المشروعات القومية بالبحيرة بإنفاق 49 مليار جنيه.

رئيس الوزراء قام بجولة بالمحافظة، تابع سير العمل بمشروعات حياة كريمة. رافقه اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، واللواء أشرف حسنى مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

هذه المشروعات تتم كجزء من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "حياة كريمة" وتتولى تنفيذها جهات بقواتنا المسلحة مع المحافظة. كل متابع لما يجرى سيكتشف أن المبادرة شملت 6 مراكز من البحيرة بواقع 42 وحدة محلية.

بأكثر من 390 قرية وتابعا. وعدد المشروعات التى تمت فى البحيرة وحدها 8868 مشروعاً بتكلفة 44 مليار جنيه. علاوة على 80 مليار جنيه كمشروعات قومية. وهكذا أصبح نصيب البحيرة من مشروعات التنمية 124 مليار جنيه.

ومن المعروف أنه من أهم أهداف حياة كريمة توفير فرص عمل للشباب حتى لا يبقى لدينا شاب واحد متعطل عن العمل.

لا أضيف جديداً عندما أقول إن الريف المصرى وحتى قبل سنوات سبع مضت قد أُهمل إهمالاً كبيراً.

ولم يتم الاهتمام به. ولا تقديم المطلوب لأهالى الريف ليشعروا أنهم يعيشون فى القرن الحادى والعشرين.

لكن هذا الريف صحا من نومه واستيقظ من سباته على إيقاع عمل ومشروعات كثيرة تتم فيه. وأنا أنتمى لقرية من قرى البحيرة. هى قرية الضهرية مركز إيتاى البارود. وما أسمعه من الذين يعيشون فيها أن عمليات التطوير مستمرة ومتواصلة كل يوم تقريباً. بل ربما كل ليلة. وهدفها جعل حياة الناس أفضل ومواجهة المشاكل التى يعانون منها.

كُتب التاريخ تتوسع فى شرح معاناة أهل الريف وحرمانهم. لكن تذكُرهُم من خلال هذا المشروع العبقرى "حياة كريمة" مسألة مهمة يستحقها كل من قرر الاستمرار بالحياة فى الريف. ولم يهاجر إلى المدينة. فالهجرة من القرية إلى المدينة مشكلة حقيقية تعانى منها المدن والقرى أيضاً.

فالمدينة تتحمل أكثر من طاقتها وقدرة أجهزتها على الوفاء به. والقرية تشكو من تفريغها من الكوادر التى حصَّلت تعليماً وممكن أن تكون مفيدة لمجرد تواجدها فيها.

عشنا سنوات ونحن نرى الفجوة كبيرة والمسافات متسعة بين القرية والمدينة. إهمالٌ كاملٌ بالقرى. أدى لأنها أصبحت طاردة لأبنائها. وهكذا أصبح شاب ابن الريف بمجرد أن يتعلم ويحصل على وظيفة حتى يهاجر تاركاً قريته إلى المدينة. وفى هذا خسارة فادحة للقرية وزيادة فى مشاكل المدن.