محمد بركات يكتب: أمريكا.. والتحذيرات الصينية

محمد بركات
محمد بركات

لم تمنع التحذيرات الصينية الشديدة والمتكررة خلال الأيام القليلة الماضية، نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الامريكى من زيارة جزيرة تايوان الصينية، طبقا لما كان مقررا من قبل، وسط ترقب واهتمام من كل محطات الرصد والمتابعة العالمية.

وكان من الواضح قبل الزيارة وجود إصرار أمريكى مسبق على اتمامها فى موعدها، فى إطار الجولة الأسيوية التى تقوم بها رئيسة مجلس النواب، دون التفات إلى الضجة المثارة حول الزيارة، على المستويين الداخلى الأمريكى والخارجى بطول العالم وعرضه. والموقف الأمريكى حمل فى طياته عدة رسائل لافتة وذات معنى، إلى العديد من الجهات فى ذات الوقت، أولها إلى الداخل الأمريكى تؤكد على قوة الرئيس بايدن وإدارته، وقدرته على اتخاذ القرارات والخطوات الهامة، وتنفيذ الإجراءات اللازم اتخاذها للتأكيد على قوة وصلابة الولايات المتحدة، واستعدادها  للقيام بدورها فى حماية اصدقائها ودعم حلفائها. وهذه رسالة هامة للداخل فى مواجهة ما يردده منتقدو الرئيس، عن ضعفه وتردده بفعل التقدم فى السن وأشياء أخرى.

أما ثانية الرسائل فهى للخارج وعلى امتداد الساحة الدولية، وهى واضحة فى تأكيدها على التمسك الأمريكى  بعقيدة أنها مازالت وستظل القوة الأعظم فى عالم اليوم، وأنها قادرة على القيام بمهام الزعامة والقيادة للنظام الدولى، وأن أى حديث عن تنحيها عن هذه الزعامة هو محض أوهام.

وهناك رسالة مباشرة للصين تحملها الزيارة، تؤكد فيها أمريكا، أنها ماضية فى فعل ما تريد دون الخضوع للتحذيرات الصينية، وما صاحبها من مظاهر احتجاج  وغضب وتهديد.

هذا بالإضافة إلى رسالة أمريكية لكل من يهمه الأمر فى العالم على عمومه واتساعه، وإلى روسيا والصين على وجه الخصوص، تقول إن الولايات المتحدة ماضية فى اتخاذ كل السبل الكفيلة بإثارة المتاعب والقلاقل والمنغصات لكل دولة منهما على حدة، أو لكليهما معا إذا لزم الأمر، وأنها قادرة على ذلك ومستمرة فيه. والسؤال الذى يشغل مراكز الرصد والمتابعة والتحليل على الساحة الدولية الآن، يدور حول ماهية ردود الفعل الصينية على الزيارة وملحقاتها،..، هذا ما ستفصح عنه الساعات القادمة.