إنهــا مصـــــــر

زيارة للأردن

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

يتميز المهندس حسام صالح الرئيس التنفيذى للعمليات بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بأنه يمتلك رؤية واضحة للمزج بين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبين الإعلام، ولن تقوم للإعلام قائمة، إلا إذا ركب قطار «التحول الرقمي» السريع.

الثورة الرقمية والتقنيات الرقمية والتحولات الرقمية لوسائل الإعلام، والاستفادة من تلك الأدوات لمخاطبة الناس والوصول إليهم، وتوظيفها بما يتوافق والرسالة الإعلامية.

أما الدكتور محمد فايز فرحات رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام فيتمتع بهدوء الباحث، ويهتم بشكل خاص فى التحولات التى تحدث فى الإقليم، فى ضوء متغيرات النظام العالمى الجديد.

وكنا نحن الثلاثة فى العاصمة الأردنية عمان، لحضور اجتماعات الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، ومناقشة موضوعات فى غاية الأهمية مثل الإرهاب والألعاب الإلكترونية، وكانت أياماً قليلة مليئة بالنشاط.

سعدنا بلقاء رئيس الوزراء الأردنى الدكتور بشر الخصاونة، وعلى مدى أكثر من ساعة تحدث بحب وود عن مصر، وما يحدث فيها من إنجازات رائعة، بعد أن كانت قاب قوسين من الانهيار.

الدكتور الخصاونة يعرف أسراراً كثيرة عن الأحداث التى مرت بالبلاد، حيث كان سفيراً لبلاده فى مصر فى الفترة من 2011 إلى 2016، ودائم الاتصال بالمشير طنطاوى للاطمئنان على مصر وأحوالها، وكان على ثقة كبيرة بأن الإخوان لن يستمروا فى الحكم أكثر من عام، لأنهم جاءوا بالكراهية التى لا تتفق مع سمات الشعب المصرى بتسامحه وأحتوائه للجميع والمشاركة وعدم الإقصاء.

الخصاونة يتحدث بحب شديد عن المشير طنطاوي، ويؤكد أن المشير عبد الفتاح السيسى جاء بمواصفات المرحلة التى كانت تعيشها مصر، فاستطاع أن يعيد إليها الأمن والاستقرار ويبنى البلد فى زمن قياسي.

والتقينا وزير الدولة لشئون الإعلام فيصل الشبول الذى رأس الاجتماعات، وأضفى عليها حيوية ونشاطاً، وخرجت بتوصيات مهمة، ستكون أمام وزراء الإعلام العرب، عند اجتماعهم بالقاهرة الشهر القادم.

وكنا ضيوفاً على التليفزيون الأردنى الرسمى فى حلقة امتدت ساعة كاملة على الهواء، وتحدثنا عن العلاقات الطيبة بين زعيمى الدولتين، وتأثيرها على الإعلام والمظلة السياسية التى تدعم القواسم المشتركة التى تربط البلدين، وتجعل أمن الأردن جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر، وأمن مصر خطا أحمر بالنسبة للأردن.

الزيارة كانت حافلة بمناقشات حول الإرهاب، واتفاق الرؤى على أنه الخطر الداهم الذى يهدد الأمن القومى العربى وإن تعددت صوره وأشكاله، وكذلك مواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية فى جوانبها السلبية التى تدمر عقول الشباب.

ودارت الجلسات حول مواجهة المحتوى الضار للمنصات الإعلامية التى تخترق المجتمع العربي، وتتعارض بعضها مع القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، وضرورة التوصل إلى ضوابط مشتركة تسعى كل الدول إلى تطبيقها.

ومن يزور الأردن ولا يقضى لحظات على ضفاف البحر الميت يفوته الكثير، فهنا تطل شجون كثيرة حول الحرب والسلام والعدوان والاحتلال، ويقولون إنه منخفض عن الأرض بحوالى 400 متر تحت سطح البحر .. والحكايات كثيرة وتضفى سحراً وحيوية على المكان.