عاجل

«قطعة قماش» كلمة السر.. أهلا بكم في عالم الأدلة الجنائية

ارشيفية
ارشيفية

 مع بداية جلسات محاكمة المتهم بمقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها والتي هزت الرأي العام، وتم فك طلاسم القضية من قبل رجال ارتضوا هذا الطريق لكشف أركان الجرائم.

وفي هذه الجريمة كانت قطعة قماش هي كلمة السر في كشف ترتيبات الواقعة سابقة الذكر، فقد ورد في بيان النيابة العامة، أن الأدلة قِبَل المتهميْنِ أيمن حجاج- العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي، صاحب شركة، تضمنت في اتهامهما بقتل زوجة الأول وجود البصمتيْنِ الوراثيتيْنِ الخاصتيْنِ بالمتهميْنِ على القطعة القماشية التي عُثر عليها بجثمان المجني عليها، والمستخدمة في الواقعة، فضلًا عن ثبوت تواجد الشرائح الهاتفية المستخدمة بمعرفة المتهميْنِ والمجنيِّ عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لبرج الاتصال الذي يقع بالقرب من المزرعة محل الحادث.
يدرك العاملون ضمن فرق البحث عن الأدلة الجنائية أن عملهم يتشابه كثيراً مع أعمال التنقيب عن الآثار؛ ففحص كل شيء داخل مسرح الجريمة في صمت تام هو «مربط الفرس» بالنسبة لهم.

العديد من الكتب تناولات أسرار الادلة الجنائية أشهرها كتاب صيني "غسل الآفات" ويعود إلى القرن الـ13 الميلادي، وهو أحد أبرز الكتب التي تحدثت عن الأدلة الجنائية.
ومن هنا تكون بعض الأمور التي يعتمد محققو الأدلة الجنائية عليها، مثل حذاء داخل مكان الجريمة أو حتى قطعة صغيرة من القماش وربما تكون بقعة دماء أو الحشرات المتواجدة على الأجساد المتحللة لمعرفة وقت الوفاة
ويمكن لأي جثة في العراء أن تتعرض لغزو الحشرات، عبر ثمان موجات متتالية، تكون الموجة الأولى من نوع الذباب الأزرق أما الموجة الأخيرة فتكون من الخنافس.

وعندما يبدأ الجسد الميت الموجود في الهواء في الانحلال يصل إليه الذباب، لتبدأ تظهر رائحة التعفن التي يميزها من مسافة 100 متر؛ حيث يبدأ الذباب في وضع بويضاته وبعد حوالي 8 ساعات تبدأ في التحول إلى يرقات تتغذى على ما تبقى من الجثة

ومن هذه النقطة ومن خلال دورة الحياة لكل نوع من الحشرات يمكن أن الوقوف على تقدير دقيق لوقت الوفاة لا تكن فحسب بالساعات ولكن على أقل تقدير لأيام أو أسابيع

ثم يأتي دور الذباب الأخضر وذبابة بركة النعجة والذباب المنزلي، وتكون دورة حياة الذبابة النعجة مشابه لدورة حياة «الزرقاء»، ورغم أن الذباب المنزلي يتغذى علي اللحم الميت لا يضع يرقاته داخل الجثة.

وعندما تغطى الجثة بالتراب يمنع هذا وصول بعض أنواع من الذباب ولكن يصل إليها ما يعرف بـ «ذباب النعش»، والذي يستطيع أن يحفر في الأرض والوصول إلى التوابيت المغلقة أيضًا. 

 
ليس الذباب فحسب هو ما يحدد وقت الوفاة طبقا لدورته الحياتية وإنما يتم رصد الخنافس؛ حيث كان أول مرة يتم الوصول إلى هذا الدليل عام 1850؛ حيث تبدأ هذه الحشرات بمهاجمة الجثث، بعد فترة ما بين ثلاث أشهر إلى ستة أشهر؛ إذ يكون الشحم في الجسد الميت قد فسد تماما وظهرت رائحته الكريهة.

وفي مرحلة لاحقة تمثل الدبابير أحد أنواع الحشرات التي لا تعيش إلا في الأماكن الجافة فبعد وفاة الإنسان يصبح أفضل مكان للعيش هو داخل الجمجمة؛ حيث تقوم الدبابير بناء عشها وذلك بعد جفاف الأنسجة جفافا كلي وتأتي المرحلة الأخيرة من غزو الحشرات لجثة الإنسان؛ حيث تقوم حشرة العثة بالتهام الشعر، بحيث لا يتبقى إلا الهيكل العظمي فقط.
تقدمت الأدلة الجنائية بشكل كبير داخل مصر على مر العصور ، فى الآونة الأخيرة، تعددت أشكال الجريمة، جنائية، إلكترونية وأخيراً إرهابية، وتنوعت أدلة الإدانة أيضاً فبعد أن كانت مقتصرة على بصمات الأصابع العشرة وراحة اليد التى مر على الأخذ بها أكثر من 100 عام، تطور وسائل التكنولوجيا خدم علم الأدلة الجنائية وأصبح من السهل على الأجهزة الأمنية تعقب الأثر، بعد أن كانت الجريمة تكتفى ببقع الدماء المتناثرة فى مسرح الجريمة
لعل أبرز مشاهد التي تدل على تطور الأدلة الجنائية في مصر هي حادث استهداف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بحزم ناسف ، حيث نجح رجال الأدلة الجنائية، خلال أقل من 6 ساعات فى التوصل إلى صورة كاملة للانتحارى ، العيون الساهرة، بدأت تجمع أشلاء الجسم المجهول، وخلال أقل من 4 ساعات تمكنوا من تجميع أشلاء الوجه، وإجراء عمليات تنفيذ لها، داخل معامل الأدلة الجنائية بالأمن العام، تلك المعامل التى طوعت التكنولوجيا لخدمة الحقيقة
لم تكن الصدفة طريق لكشف ألغاز الجرائم ,وإنما تمتد لتصل إلى وجود سيارات متحركة مجهزة بأحدث الوسائل الحديثة، حيث تتحرك لمسرح الجرائم وتحصل على العينات وتخرج نتائجها فى الوقت ذاته، لتكشف غموض العشرات من الجرائم، فضلاً عن وجود معمل فحص لأثار الأسلحة والآلات فى أجهزة الميكروسكوب المقارن، الذى يفحص أثار مخلفات الإطلاق، سواء كانت "أظرف فارغة" أو المقذوفات المرفوعة من كافة الحوادث الإجرامية، وتستطيع الأجهزة الحديثة أن تمكن رجال الشرطة من معرفة نوع السلاح وعدد الأسلحة المستخدمة فى الحادث وتحديد ذاتية السلاح المستخدم فى الحادث.

اقرأ أيضا|بعد نيرة أشرف.. هل نشهد معركة أخرى بين الديب ومرتضى منصور في قضية المذيعة شيماء جمال؟