حبر قلم 

محمد عبيد يكتب : الحق .. ووفاة القلوب 

محمد عبيد
محمد عبيد

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، كلما سمعت هذا الدعاء منذ صغري في مسجد بلدتنا عقب انتهاء خطبة الجمعة وقبل إقامة الصلاة كنت اتسأل في نفسي "هو محدش عارف الحق" ، هو الشيخ بيقول كده ليه ؟؟ وكان تفكيري أن الشيخ ليس لديه جديد في الدعاء ليقوله !! حتي أدركت مع الوقت اننا في حاجة شديد لتكرار هذا الدعاء يوميا ! بسبب "وفاة القلوب" واتباع فصيل من الناس اضاعة الحقوق جهارا نهارا امام الجميع ، وخير دليل قضية "نيرة أشرف" رحمها الله واسكنها جناته وصبر اسرتها ، شاب قتلها في فيديو مصور أمام الجميع شاهده الملايين وتأثر به اخر في الاردن الشقيق -إفساد- كامل لا جدال فيه ، ونال القاتل جزائه من المحكمة ، أعتقد لغة العقل تؤكد انتهاء الآمر إلي هذا الحد وإغلاق القضية ، لكن محترفي إضاعة الحقوق السائرين علي الباطل بدوا تعليقاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي ، البعض متعاطف وآخر يطالب بتخفيف الحكم، وفصيل ثالث يبحث من محامي شهير للنقض علي الحكم ، بعيدا عن كل هذا "الهري" علي الفاضي ، اين الحقوق ؟ حق القتيلة واسرتها وحق الدولة وشعبها !!!

سؤال .. قلوب الناس سهل تمشي في الباطل بعد ملايين المشاهدات لفيديو القتل ، واعترافات المتهم واستباحت الدماء سهلة لهذه الدرجة ، اعتقد ان مراكز الابحاث الاجتماعية والجمعيات الأهلية يجب ان يكون لها وقفة في هذه القضية لتحليل كيف فكرت واباحت فئه هذا التفكير ، وهذا الرأي ، وكذلك لعلماء الدين وقفة تخصص عن الحقوق والدماء وحرمة الطرقات ، وكذلك يكون هناك تشريع علي التعليقات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي !! حتي تسطيع الدولة محاسبة كاتبه بسبب ما يسبب من ضرر لاسرة القتيلة او بسبب اتباع اخرين من معدومي الضمير لأفكاره والسير علي طريقه ، قد تكون قضية قتل عادية من منظور البعض ، لكنها فتحت مجال للإطلاع علي قلوب وأفكار فصيل كبير البعض يطلق عليهم متعاطفين ، وأنا أقول عليهم معدوي الضمير.