كتب: منى ربيع
كل ما تمتلكه في الحياة هو شرفها، فهي فقيرة وتكاد تكون معدمة، تكسب قوت يومها بالكاد من بيع الخضراوات بإحدى النواصي بالتبين، وبالرغم من جمالها الصارخ، إلا أنها لم تستغله في تحقيق أي مكاسب لها، بالرغم من محاولة العديد من الرجال التقرب إليها، وطلب بعضهم الإنفاق عليها باعتبارها امرأة مكسورة الجناح.
اعتقد البعض أنها ستكون لقمة سائغة ستقع بين أنيابهم، كثيرون هم الذين حاولوا إقناعها بممارسة الرذيلة معه مقابل آلاف الجنيهات، لكنها لم ترضخ، ومع التكرار، اصيبت باضطراب نفسى، بسبب كثرة المعاكسات والتحرشات التى مرت بها.
ورغم رفضها لكافة العروض، إلا أن احد الذئاب لم ييأس، راوغ وحاول كثيرًا الاقتراب منها، ذات مرة تعرض إليها فى الشارع، وبدأ يلقى كلماته المعسولة عليها، وعندما احتدت عليه، ولاحقته بالسباب واللعنات، اقترب منها، وبدأ فى ملامسة جسدها أمام المارة.
لم تتركه يهنأ بما يفعل، سريعًا ما أمسكت بسكين، فى محاولة للدفاع عن جسدها، لكنه عاود تكرار ما فعله، فبدأت فى طعنه وتمزيق جسده وسط حالة هيسترية، أرعبت المارة وشهود العيان.
اختفت الجميلة من مسرح الجريمة بعد الحادث، بينما انطلقت سيارة الإسعاف إلى المستشفى ليعلن الاطباء أن المجنى عليه قد فارق الحياة، أما هى فلم تهرب، كانت تسلم نفسها لرجال الشرطة، وتعترف تفصيليًا بما حدث لها.
وحسب التقارير الطبية، فإن المتهمة الجميلة كانت تعانى من اضطراب نفسى بسبب التحرشات والمضايقات الجنسية، وهو ما دفع محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشارمدبولي كساب، وعضوية المستشارين محمد رأفت الطيب وهيثم محمود، وأمانة سر وائل عبد المقصود، بإصدار الحكم ضدها بالسجن المشدد ثلاث سنوات لاتهامها بقتل شاب طعنًا بالسكين.
