فى الصميم

بطلات مصر.. وحزب «القفة»!

جلال عارف
جلال عارف

بينما بنات مصر يرفعن علم بلادهن فى دورة البحر المتوسط، ويتقاسمن مع زملائهن الشباب شرف إحراز البطولات فى ألعاب رياضية عديدة.. لم يجد حزب "القفة" عندنا شيئًا - فى محاولة إفساد الفرح - إلا هذا العفن والادعاء الكاذب بأن الزى الرياضى الذى ترتديه فتياتنا وكل فتيات العالم هو زى حرام!

مصيبة حزب "القفة" أنهم لا يفكرون فى المرأة إلا كوعاء للجنس! ولا يتعاملون - بالتالى - مع الرجل إلا على أنه "بهيمة" تنطلق بحثاً عن إرضاء شهواتها!.. لو بحثت قليلاً لوجدت نصف فتاويهم هى عن المرأة والجنس. أما العلم والعمل والفكر الخلاق وصنع الحضارة وتنفيذ تكليف الله بعمران الأرض.. فتلك كلها قضايا لا تستحق الاهتمام عند من حصروا اجتهادهم عند قضايا مثل إرضاع الكبير أو نكاح البهائم، والذين يصرون على أن يتعاملوا مع المرأة التى كرمها الإسلام مجرد "عورة". عليها أن تكون "قفة" حتى تحافظ على حياتها!!

هم يعرفون جيداً كذب ادعاءاتهم. مصر حتى السبعينيات من القرن الماضى لم تكن تعرف هذا الفكر المريض الذى يدعى التدين. زوجات وبنات شيوخ الأزهر كن مثل باقى المصريات لا يرتدين الحجاب أو النقاب، ولا يعرفن هذا الشطط الذى جاء مع أفكار الوهابية التى تحالفت مع "الإخوان" واستغلت خطأ السادات التاريخى حين فتح الباب أمام هذا التحالف، ليدفع حياته بعد ذلك ثمناً لهذا الخطأ الذى مازالت مصر تحارب من أجل الخلاص من آثاره الوخيمة!

هذه معركة سياسية قبل كل شىء. إنهم لا يدافعون عن الدين بل يتاجرون به، ولا يريدون حماية المرأة كما يزعمون بل استعبادها. الحجاب بالنسبة لهم - وسيلة لإعلان سطوتهم وليس أكثر. وما نراه من إعلان "الجهاد" ضد كل فتاة لا ترتدى البنطلون يكشف نفاقهم. قبل سنوات قليلة وعندما كان السودان تحت سطوتهم، حكموا بالجلد على صحفية سودانية بتهمة ارتداء البنطلون، واعتبروا ذلك خروجاً على الدين وتشبهًا بالرجال!!

كل التحية لزهرات الرياضة المصرية بسنت حميدة وفريال أشرف وهنا جودة ولباقى البطلات والأبطال الذين يرفعون علم مصر فى منافسات دورة البحر المتوسط، وفى كل المنافسات الرياضية. ولا عزاء لحزب "القفة" وهو يُصفع كل يوم على "قفاه"!!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي