محمد عدوى يكتب .. الأحلام الملونة .. تتحقق

محمد عدوى
محمد عدوى

مرت‭ ‬السنوات‭ ‬سريعا،‭ ‬طيفا‭ ‬جميلا‭ ‬أعقب‭ ‬عاما‭ ‬مظلما‭ ‬كئيبا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتخيل‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬كابوس‭ ‬الجماعة‭ ‬سوف‭ ‬يرحل،‭ ‬الأجواء‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬الحلم،‭ ‬النوم‭ ‬براحة‭ ‬بال‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬عزيزا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬إلا‭ ‬مخاوف،‭ ‬قلق،‭ ‬وتوتر،‭ ‬انهيارات‭ ‬نفسية‭ ‬واستنزاف‭ ‬عقلي‭ ‬وحسرة،‭ ‬أجواء‭ ‬مخيفة‭ ‬ومصير‭ ‬غير‭ ‬معلوم‭.‬

كنا‭ ‬نحلم‭ ‬بعد‭ ‬يناير،‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬أمل‭ ‬حقيقي،‭ ‬أحلام‭ ‬وردية‭ ‬كانت‭ ‬تراودنا،‭ ‬مستقبل‭ ‬رسمناه‭ ‬وتمنيناه،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬مرعبا،‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التصورات،‭ ‬كابوس‭ ‬أسود،‭ ‬سماء‭ ‬سوداء،‭ ‬غياب‭ ‬كامل‭ ‬لكل‭ ‬الأحلام‭.‬

ثم‭.. ‬أراد‭ ‬الشعب،‭ ‬بدأ‭ ‬حراكا‭ ‬جديدا،‭ ‬دفاعا‭ ‬جديدا،‭ ‬ثورة‭ ‬حقيقية،‭ ‬تمرد‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتمناها،‭ ‬اجتمعت‭ ‬الملايين‭ ‬فبدأت‭ ‬آفاق‭ ‬الحلم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬تظهر‭ ‬جلية،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شعاع‭ ‬أمل،‭ ‬ضوء‭ ‬بعد‭ ‬نفق‭ ‬مظلم،‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأمان‭ ‬بدأت‭ ‬وشرارتها‭ ‬اشتعلت‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬العظيم‭. ‬

ثم‭.. ‬استجاب‭ ‬الرجال‭ ‬وتدخلت‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬انتفض‭ ‬الجيش‭ ‬كعادته‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬شعبا‭ ‬وتاريخا‭ ‬وحاضرا،‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬الفريق‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فارقا،‭ ‬قرارا‭ ‬بالانحياز‭ ‬الكامل‭ ‬لمطالب‭ ‬الشعب‭ ‬المشروعة،‭ ‬قرارا‭ ‬صعبا‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬عصيبة‭.. ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬رجل‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص،‭ ‬رجل‭ ‬لا‭ ‬يخشى‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬ويؤمن‭ ‬بهذا‭ ‬البلد‭ ‬وبقدرته،‭ ‬وتم‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬ومرشدهم‭. ‬

ثم‭.. ‬عادت‭ ‬الأحلام،‭ ‬انقشعت‭ ‬الغمة،‭ ‬بدت‭ ‬السماء‭ ‬صافية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬عاد‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬فنمنا‭ ‬براحة‭ ‬بال‭ ‬وحلمنا،‭ ‬أحلامنا،‭ ‬عادلة،‭ ‬مشروعة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬مصر،‭ ‬أحلاما‭ ‬ليست‭ ‬وردية‭ ‬أو‭ ‬مغالٍ‭ ‬فيها،‭ ‬كنا‭ ‬نحلم‭ ‬بتغيير‭ ‬حقيقى،‭ ‬ببراح‭ ‬حقيقي،‭ ‬بتطور‭ ‬حقيقي‭. ‬

ثم‭.. ‬جاء‭ ‬رجل‭ ‬من‭ ‬أهلنا،‭ ‬من‭ ‬ناسنا،‭ ‬يشعر‭ ‬بما‭ ‬نشعر‭ ‬به،‭ ‬يحلم‭ ‬مثلنا،‭ ‬أحلامنا‭ ‬الحقيقة‭ ‬كانت‭ ‬محدودة،‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدى،‭ ‬مرتبطة‭ ‬بحال‭ ‬ومخاوف‭ ‬عشناها‭ ‬لسنوات‭ ‬وسنوات،‭ ‬لكن‭ ‬أحلامه‭ ‬كانت‭ ‬بكل‭ ‬الألوان،‭ ‬أحلاما‭ ‬تفوق‭ ‬الجميع،‭ ‬“هتبقى‭ ‬قد‭ ‬الدنيا”‭ ‬أحلاما‭ ‬نستحقها،‭ ‬ولكننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعلم‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحقق،‭ ‬حلم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو،‭ ‬أحلامه‭ ‬جعلتنا‭ ‬نحلم‭ ‬أكثر،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مصر‭ ‬أخرى،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬المكانة‭ ‬التى‭ ‬تستحقها،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬الرئيس‭ ‬وإيمانه‭ ‬بمصر‭ ‬جعل‭ ‬الأحلام‭ ‬كلها‭ ‬ممكنة،‭ ‬كل‭ ‬أحلامنا‭ ‬الملونة‭ ‬بدأت‭ ‬تتحقق،‭ ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة،‭ ‬لا‭ ‬هذه‭ ‬شوارعها‭ ‬وطرقها‭ ‬ولا‭ ‬هذه‭ ‬مشروعاتها،‭ ‬ولا‭ ‬هذه‭ ‬مدنها،‭ ‬الحلم‭ ‬يكبر‭ ‬والطموحات‭ ‬تزيد‭ ‬والألوان‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أحلامنا‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬تتحقق‭ ‬أخيرا‭ ‬و”هتبقى‭ ‬قد‭ ‬الدنيا”‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬الكارهون‭.‬