مرت السنوات سريعا، طيفا جميلا أعقب عاما مظلما كئيبا، لم يكن يتخيل أحد أن كابوس الجماعة سوف يرحل، الأجواء كانت لا تحتمل الحلم، النوم براحة بال حتى كان عزيزا، لم يكن هناك إلا مخاوف، قلق، وتوتر، انهيارات نفسية واستنزاف عقلي وحسرة، أجواء مخيفة ومصير غير معلوم.
كنا نحلم بعد يناير، كان لدينا أمل حقيقي، أحلام وردية كانت تراودنا، مستقبل رسمناه وتمنيناه، لكن ما حدث كان مرعبا، فاق كل التصورات، كابوس أسود، سماء سوداء، غياب كامل لكل الأحلام.
ثم.. أراد الشعب، بدأ حراكا جديدا، دفاعا جديدا، ثورة حقيقية، تمرد على أوضاع لم يكن أحد يتمناها، اجتمعت الملايين فبدأت آفاق الحلم من جديد تظهر جلية، كان هناك شعاع أمل، ضوء بعد نفق مظلم، رحلة البحث عن الأمان بدأت وشرارتها اشتعلت فى يونيو العظيم.
ثم.. استجاب الرجال وتدخلت القيادة العامة للقوات المسلحة، انتفض الجيش كعادته دفاعا عن مصر، شعبا وتاريخا وحاضرا، كان قرار الفريق عبد الفتاح السيسى فارقا، قرارا بالانحياز الكامل لمطالب الشعب المشروعة، قرارا صعبا فى ظل ظروف عصيبة.. لا يقدر عليه إلا رجل من طراز خاص، رجل لا يخشى إلا الله ويؤمن بهذا البلد وبقدرته، وتم الخلاص من حكم الإخوان ومرشدهم.
ثم.. عادت الأحلام، انقشعت الغمة، بدت السماء صافية مرة أخرى، عاد الأمن والأمان، فنمنا براحة بال وحلمنا، أحلامنا، عادلة، مشروعة، لم يكن فيها أكثر من ما تستحقه مصر، أحلاما ليست وردية أو مغالٍ فيها، كنا نحلم بتغيير حقيقى، ببراح حقيقي، بتطور حقيقي.
ثم.. جاء رجل من أهلنا، من ناسنا، يشعر بما نشعر به، يحلم مثلنا، أحلامنا الحقيقة كانت محدودة، مكتوفة الأيدى، مرتبطة بحال ومخاوف عشناها لسنوات وسنوات، لكن أحلامه كانت بكل الألوان، أحلاما تفوق الجميع، “هتبقى قد الدنيا” أحلاما نستحقها، ولكننا لم نكن نعلم أنها يمكن أن تتحقق، حلم الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ثورة يونيو، أحلامه جعلتنا نحلم أكثر، نتمنى أن نرى مصر أخرى، نتمنى أن نرى مصر فى المكانة التى تستحقها، الحقيقة أن حماس الرئيس وإيمانه بمصر جعل الأحلام كلها ممكنة، كل أحلامنا الملونة بدأت تتحقق، ليست هذه مصر التى كانت قبل سنوات قليلة، لا هذه شوارعها وطرقها ولا هذه مشروعاتها، ولا هذه مدنها، الحلم يكبر والطموحات تزيد والألوان تسيطر على أحلامنا التى بدأت تتحقق أخيرا و”هتبقى قد الدنيا” ولو كره الكارهون.