ثورة 30 يونيو| سقط القناع.. رسائل وحقائق وراء تسريبات «الاختيار 3»

محمد بديع و محمد مرسي
محمد بديع و محمد مرسي

لم يكن مسلسل «الاختيار 3» عملا دراميا فحسب، بل توثيق لفترة مصيرية فى تاريخ الوطن كادت أن تدخله غياهب الفتنة والخراب، لولا ثورة 30 يونيو حين خرج الشعب لينهى فترة الحكم المظلمة لجماعة الإخوان الإرهابية.

المسلسل الذى عُرض فى شهر رمضان الماضى، كشف الغطاء عن مجموعة من التسريبات المصورة لقيادات الجماعة الإرهابية وهم يخططون للتدمير والتخريب وسعيهم للتمسك بالحكم، وإراقة دماء الشعب، ليكون «الاختيار» بمثابة تفكيك القناع عن وجه جماعة تدعى الفضيلة والمظلومية.  «لما اصطدم بجهاز أمن الدولة معنديش مشكلة، أنا ممكن أطلع مليون واحد يحرقوا المقارات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا محاكمة شعبية».. كلمات جاءت على لسان خيرت الشاطر القيادى الإخوانى البارز، فى مقطع فيديو مُسرب، يكشف رغبته فى الحشد والتحريض ضد المؤسسات الأمنية وإحراق مقرات الشرطة إذا تطلب الأمر وكان ذلك فى مصلحة الجماعة الإرهابية، مما يعكس أن العنف والقتل هما أسلوب متبع للإخوان.

فضحت التسريبات خطة الجماعة للوصول إلى الحكم، والتهديد بالخراب والدمار حال عدم فوزهم بالانتخابات الرئاسية عام 2012، حيث أظهر مقطع فيديو لقاء ثلاثى جمع المشير محمد حسين طنطاوى، والفريق أول عبد الفتاح السيسى، والرئيس المعزول محمد مرسى، قال فيه الأخير للمشير طنطاوى: «النتيجة ماتتغيرش لأن دى إذا حصلت ليس لها من دون الله كاشفة، الموجة اللى موجودة موجة إضرام نيران لمن لا يقدر المسئولية، وأنا لا أتمنى هذا ولا أوافق عليه».

وفى رسالة واضحة تكشف تحرك الإخوان كمجوعة واحدة نحو مصالحها، حتى إذا تطلب الأمر التحايل على القانون، طلب مرسى من المشير طنطاوى انعقاد مجلس الشعب ليرفض الأخير قائلاً: «معلش أنا أصارحك القول، هل أنا أقدر أعمل حاجة دلوقتى فى مجلس الشعب؟، ليجيبه مرسى: آه حضرتك تقدر تلغى القرار، فيشدد طنطاوى على موقفه: لأ أنا مقدرش ألغى القرار، وليس من سلطتى ألغى القرار.. دا قرار محكمة».

اقرأ أيضًا | الحصار.. تفاصيل جديدة فى معركة «الدستورية»

منذ ظهور وباء الجماعة الإرهابية قبل عقود طويلة، تاجرت مرارًا بالقضية الفلسطينية، ورفعت شعارات واهية لجذب التعاطف وجمع التبرعات، إلا أن التسريبات كشفت تعاونهم مع إسرائيل، عندما قال الشاطر:» لوحدثت ثورة جياع، ستكون خطرا على مصالحهم، وعلى مشروع إسرائيل، اليوم حين وقف الشعب وقال نريد الذهاب إلى الحدود مع إسرائيل؛ جميعنا وقفنا وقلنا لا، واتصلنا بخالد مشعل، وقلنا أصدر بيانا للإعلام وللانترنت، وقل نحن لا نريد من المصريين أن يذهبوا، لسنا فى حرب مع حد».

حديث القيادى الإخوانى عن إسرائيل يعيد إلى الأذهان تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس عام 2013، عندما أكد أن الرئيس الإخوانى محمد مرسى، كان ينوى «توطين الفلسطينيين فى سيناء»، فى متاجرة واضحة بالقضية الفلسطينية.

ظهر محمد بديع مرشد «الإرهابية» يتحدث عن السلفيين، قائلاً: «إحنا عارفين السلفيين كويس جدا أكتر من أى حد تانى، لإن إحنا عارفينهم من قبل السجون، وأثناء السجون، وبعد السجون، وعشنا معاهم فى الفترات التى تستطيع من خلالها إنك تعرف تفاصيل ما عندهم، هم ليسوا يدا واحدة ولا اتجاه واحد، شراذم، وقياداتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللى معاهم، وبالتالى أى اتفاق صلب معاهم لا تضمنهم بأى حال من الأحوال، وحصل اسأل إخوانا فى الانتخابات، بيتفقوا اتفاق النهاردة والصبح تلاقى مجموعة تانية منهم مختلفة، ثانيا أن هؤلاء كان لهم تصور ضيق عن فهم الإسلام، أساءوا إليه وإلى أنفسهم».. بينما كشف الشاطر أنه كان يتابع كل تفاصيلهم ويقوم بزرع مرشدين فى وسطهم، وعندما يجد معلومة يقوم بإبلاغ أمن الدولة ضدهم.

فى هذا الصدد يعلق إبراهيم ربيع، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، بأن تسريبات مسلسل «الاختيار3» أسقطت قناع المظلومية الذى يرتديه عناصر الجماعة الإرهابية الآن، وكشفت عن مخططاتهم الدموية والتخريبية، وتوضح بشكل كبير أن العقل الإخوانى لا يفكر وإنما ينصاع للتعليمات.