مفتي الجمهورية: الشعب لم يتحمل حكم الإخوان 6 أشهر | حوار

د.شوقى علام أثناء حواره مع  «الأخبار»
د.شوقى علام أثناء حواره مع «الأخبار»

لا تتوقف دار الإفتاء عن مواصلة جهودها العلمية والمنظمة فى محاربة الأفكار المتطرفة، وآخرها إنشاء مركز سلام لدراسات التشدد، الذى اختتم مؤتمره مؤخرا فى القاهرة، وبمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو التى عكست تحرك إرادة المصريين لمنع استمرار إرادة التطرف كان لابد من الحوار مع د.شوقى علام مفتى الجمهورية، الذى أكد أن جنوح الجماعة الإرهابية عن الثوابت الدينية والوطنية هو سبب خروج المصريين عليها وأن هذه الجماعة كانت سببا فى خروج كثير من الشباب عن دين الله أفواجا، وشدد على أن زوال الجماعات المتطرفة مسألة وقت فقط وحتمية انتصار أهل الحق جزء من عقيدتنا وأن مصر قادرة على مواجهة التحديات والعالم بحاجة لوسطيتها.

■ كيف تقرأ ما حدث فى 30 يونيو 2013 من خروج الملايين لإنهاء حكم الإخوان؟
دعنا نؤكد أن الشعب المصرى بعد ستة أشهر فقط لم يتحمل الممارسات الشنيعة لتلك الجماعة وجنوحها عن الثوابت الدينية والوطنية، وبات مستقرا فى العقل الجمعى أن مصر فى طريقها إلى النهاية فى حال ما استمرت تلك الجماعة فى حكم مصر فبدأت الاحتجاجات والمظاهرات ضد الممارسات التى ارتكبتها الجماعة، والتى كانت بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، حيث أصبحت مصر مرتعًا خصيبًا وكلأً مباحًا لجميع الحركات والتنظيمات المتطرفة، وارتفعت نبرة التكفير والتخوين والإقصاء لباقى أفراد الشعب، وسعت الجماعة بكل قوتها وفى أقصى سرعة للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة عبر تنشيط خلاياها النائمة التى زرعتها فى أماكن حساسة فى تلك المؤسسات عبر السنوات الماضية، ليخرج الشعب بالملايين فى مظاهرات حاشدة يوم الثلاثين من يونيو لإنهاء ظلم وطغيان الإخوان، فيما مثل تدخل القوات المسلحة طوق النجاة لحماية إرادة الشعب، والسيطرة على الوضع الذى عصف بالبلاد وكاد أن يفتك بها، لتصبح 30 يونيو ذكرى انتصار إرادة الشعب الحرة على الإرهاب والتطرف.
■ فى رأيك ماذا سيبقى من 30 يونيو فى وجدان المصريين؟
ستذكرنا بأن تنظيم الإخوان أنفق جل جهده لتشويه صورة المؤسسة العسكرية للوقيعة بينها وبين الشعب، وأنشأ منصات إعلامية وقنوات وصحفًا ومراكز أبحاث وكتائب إلكترونية لتحقيق الهدف، بالتعاون مع جهات أجنبية كارهة لمصر، وتحارب دورها الريادى والقيادى فى عالمها العربى والإسلامى، وستذكرنا أن عناصر الإرهابية وصفوا المجتمعات الاسلامية بصفة الجاهلية، وحادوا عن طريق العلماء وسلوك الأولياء، وسفكوا الدماء واستحلوا الكذب ولم يتورعوا عن خيانة المؤسسات وخيانة ما استؤمنوا عليه من معلومات، وتحالفوا مع أعداء البلاد، الا أن رسالة الحق سبحانه وتعالى كانت تكمن فى وقوف قواتنا المسلحة كحائط صد فى مواجهتهم ومثلت سهام الحق فى نحورهم لينصر الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها، ويحفظ لها أمانها وأرضها وسماءها ولو كره الحاقدون.
■ كيف مثلت فترة حكم الإخوان عبئًا ثقيلًا على أهل العلم والدعوة، فى التصدى للفكر المتطرف الذى خلفته تلك الجماعة وسعت إلى انتشاره بالمجتمع؟
أثناء حكم الجماعة وبروز التطرف إلى الساحة بعدما كان كامنا طيلة سنوات يعمل فى الخفاء، صدم كثير من شباب المصريين فى دينهم، ظانين أن تلك الجماعات هى المعبرة عن الدين الحقيقى، ولما سقطت الجماعة من كرسى الحكم بعد عام واحد فقط، صدم كثير من شباب الجماعة فى دينهم، لأن وعد الله بالتمكين تخلف عنهم، فخرجوا من دين الله أفواجًا، ومن ثبت من شباب الجماعة أصبح أكثر عنفا، ورفضا للمجتمع، وتعطشا للدماء، وانخرط فى كيانات لا تعرف إلا لغة الرصاص، ولذا يمكننا أن نقول بكل صراحة ووضوح: إن بقاء الدين الإسلامى الحنيف وشريعته الغراء السمحة يتناسب عكسيا مع بقاء الجماعات الإرهابية المتطرفة.
■ كيف؟

لأن وعد الله حق، ولأنه وعد بأن أهل الحق هم الذين سينتصرون فى نهاية المطاف، حيث قال فى كتابه العزيز: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، فإنه من عقيدتنا أن القضاء على تلك الجماعات وزوالها من الوجود مسألة وقت فقط، ومن ثم بذلنا واجتهدنا فى محاربة الفكر بالفكر وكانت أولويتنا إعادة تصحيح المفاهيم والفكر المتطرف لدى فئة الشباب الذين يمثلون عصب المجتمع ومستقبله.
■ كيف ترد على من يقولون إن التطرف مرده إلى الأديان؟!
لا يمكن بأى حال من الأحول أن نقول إن التطرف مرده إلى تعاليم الأديان ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا حتى نعالج هذه الظواهر التى تهدد العالم، بانتشار التطرف بين الجاليات فى الغرب نتيجة تمزق الهوية الذى يعانيه الشباب المسلم فى عالم لا يشعر أنه يمثله، ويتجاهله وأحيانًا يمارس التمييز ضده، وفى محاولة عملية لإثبات الانتماء للهوية الإسلامية يتجه هؤلاء الشباب إلى الانخراط فى أعمال عنف ليؤكدوا بها هويتهم وصلتهم بالإسلام، ومن الثابت أن خطاب الإسلاميين المتشددين يؤتى ثمرته فى نفوس الشباب هناك، كونه يمس العاطفة الدينية المتعطشة لديهم لإعلاء كلمة الإسلام.
■ ما إجراءات مواجهة خطر الفتاوى المتطرفة على المجتمعات؟
قمنا بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلة الدعائية للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها إنشاء مرصد لفتاوى التكفير والآراء المتشددة، وتدشين برنامج تدريب الأئمة والمفتين من مختلف دول العالم على مواجهة الفكر المتطرف، كما أنشأت دار الإفتاء كيانا عالميا هو «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم» كمظلة جامعة للمؤسسات الإفتائية، انبثق عن الأمانة مجموعة من المراكز البحثية وبرامج العمل المهمة بينها المؤشر العالمى للفتوى ويعد أهم آلية بحثية لنقد الخطاب الإفتائى فى العالم بشقيه المعتدل والمتطرف، ويعطى المؤشر اهتمامًا كبيرًا لدراسة الفكر الإرهابى المتطرف، وانعكاسه على أرض الواقع، مقدمًا إحصاءات وتحاليل وأساليب معالجة لمختلف الجهات، بهدف استئصال الفكر المتطرف، وكذلك أطلقنا «مركز سلام لدراسات التطرف» الذى تم تدشينه خصيصا لمواجهة الظاهرة.
■ كيف تنظر دار الإفتاء إلى قضية بناء الوعى؟
نحن نحمل على عاتقنا معركة بناء الوعى الصحيح من أجل تطهير المجتمع المصرى من تلك الأفكار الدخيلة التى تحارب الحياة وتحارب العمران وتحارب التنمية، ولا شك أن الدولة المصرية لديها القوة والقدرة على مواجهة كل التحديات، والعالم أجمع فى حاجة إلى المنهج المصرى الوسطى الذى بنى من خلال خبرات متراكمة على مدار أعوام.

رسائل القائد

«مؤمن بحرية التعبير وبنتكلم مع بعض كتير قوي.. أنا مستعد فى كل سنة أعمل انتخابات فى مصر، ولكن بشرط واحد ثمن تكاليف الانتخابات تتحملوها أنتم.. لا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب المصرى قبضة أمنية ونحن نتعامل بمنتهى الشفافية، والفساد قرين للإرهاب».