محمد بركات يكتب.. التاسع والعشرون من يونيو

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من يونيو منذ تسع سنوات، كان الحال غير الحال الذى نحن عليه الآن، وكانت مصر غير ما هى عليه اليوم.
كانت موجات الغضب تجتاح النفوس، وعواصف الاحتجاج تفور فى الصدور، رفضا لوجود وتوجهات وأهداف ومنهج الجماعة الفاشية الفاشلة، التى قبضت على رقاب البلاد والعباد واغتربت بمصر عن طبيعتها طوال عام كامل من سيطرتها على الحكم ووثوبها على السلطة.

كان صبر الشعب قد نفد، وطاقته على الاحتمال قد فرغت، وكان الإصرار على إزاحة الحاكم الفاشل وجماعته قد بلغ مداه، وكانت ضرورات ومبررات إبعادهم عن الحكم والسلطة قد أصبحت حتمية، انقاذا للبلاد، والعباد، قبل أن تضيع الدولة وتسقط فى غياهب الظلام والمجهول بعد أن أوشكت على ذلك بالفعل.

من أجل ذلك كله وبسببه كانت مصر فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من يونيو ٢٠١٣ قد حزمت أمرها، وقررت استعادة نفسها واسترجاع حريتها وهويتها، والتخلص من أسر وتسلط حكم المرشد وجماعته، التى كانت تقود البلاد الى الخلف وتدفع بها إلى ظلمات الجهل والتخلف والاضمحلال.

ووسط مشاعر الرفض لما هو قائم والإصرار الجمعى على تغيير الواقع بالغ السوء، وفى ظل الخوف الشديد على مصير الوطن ومصائر المواطنين، ...، كان الاتفاق التلقائى بين جموع الشعب بكل فئاته العمرية وتعدد وتنوع مستوياته الاجتماعية والثقافية والفكرية، على الخروج الشامل والزاحف لكل المصريين، لفرض إرادتهم وتحقيق رغبتهم فى الخلاص من الطغمة الحاكمة، إنقاذا للوطن وأملا فى الحرية والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل.

وفى ظل تلك المشاعر الشعبية الجارفة.. كانت كل القلوب وجموع الآمال فى التاسع والعشرين من يونيو، تتطلع إلى جيش الشعب للوقوف معها وانفاذ إرادتها وتحقيق أهدافها.. وكانت ثقة الشعب كله كاملة فى أن الجيش لن يخذل إرادة الأمة ولن يتخلى عن الشعب.
«وللحديث بقية»