«الطيب الناصر».. قصة مثيرة لطبيب مصري مع هتلر

الدكتور المصري الطيب الناصر وهتلر
الدكتور المصري الطيب الناصر وهتلر

نال الدكتور المصري «الطيب الناصر» شهرة واسعة في قارة أوروبا، فهو أحد أبناء جرجا؛ حيث أكمل دراسته العالية في سويسرا، وكان دائم الاتصال بالأمير اللبناني «شكيب ارسلان» الذي لقب بأمير البيان؛ بل وأصبح مقربا من رجال هتلر.

 

وألف «الطيب» في سويسرا جمعية من الشبان المصريين أطلق عليها اسم «مصر الوطنية»، وفي عام 1939 بدأ الطيب الشاب يوسع نطاق جمعيته حتى شملت الكثير من الشباب العرب الموجودين في أوروبا أثناء قيام الحرب العالمية الثانية والتي كان هتلر طرفا فيها.

 

وسمع المصريون صوت «الطيب» من محطات الإذاعة في برلين وهو يخاطب العرب، وكان الطيب ملحوظ المكانة من سلطات كل من برلين وروما، فقد ورد في التقارير المكتوبة عنه أنه كان يفاوض الحكومة الإيطالية باسم مصر.

 

والكونت «شيانو» وزير خارجية إيطاليا في هذا الوقت كان هو الطرف المحوري مع «الطيب» في هذه المفاوضات، ولكن المفاوضات لم تسر سيرًا مريحًا لأن الطيب الناصر اضطر إلى قطعها 3 مرات بسبب السودان.

 

اقرأ أيضًا| ثعلب الصحراء «روميل».. جاء مصر سائحا وكلفه هتلر بمهمة خاصة

 

وسمحت اتصالات «الطيب» بالحكومة الألمانية أن يتبادل الرسائل والهدايا مع هتلر وريبنتروب وزير خارجية ألمانيا، كما أنه كان يتمتع بحرية واسعة في التنقل في قلعة هتلر وفي محطات الإذاعة المحورية، وسمح ذلك له بمقابلة هتلر والتحدث معه.

 

ونشرت جريدة أخبار اليوم في عددها الصادر في أول ديسمبر عام 1945 أن سلطات الحلفاء اعتقلت «الطيب» بجوار بيروت في نفس هذا العام، وكان معه 4 من الشبان المصريين، ونقلتهم أخيرًا إلى القاهرة وسلمتهم إلى السلطات المصرية لكي تتولى التحقيق معهم.

 

وتم الاعتقال عندما فوجئ المصريون العائدون إلى الوطن عن طريق الباخرة زمزم بعد غربة ومحنة الحرب العالمية الثانية باحتجاز 5 منهم في لبنان وكان منهم الدكتور الطيب الناصر، والثاني مأمور الباخرة، والثالث يوزباشي اللاسلكي في الباخرة، والرابع والخامس مصريان انقطعت صلتهما بمصر من أمد بعيد لإقامتهما في أوروبا منذ الصغر.

 

وأنكر المتهمون أنهم كانوا يعملون لمصلحة دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان)، وأنهم اضطروا إلى مجاملة الألمان والإيطاليين لأنهم كانوا يقيمون في بلادهم، وأن مصر لم تكن أعلنت الحرب وقتئذ على إيطاليا وألمانيا، وأنهم لم يعلموا بالقوانين التي تحرم عليهم مثل هذا النشاط لأن تلك القوانين صدرت في أثناء غيابهم عن مصر.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي