فى الصميم

الجريمة الملعونة.. البحث عن «تريند»!!

جلال عارف
جلال عارف

كأن بشاعة الجريمة لا تكفى! وكأن كل ما تابعناه من تعليقات منحطة تحاول تبرير قتل طالبة المنصورة حتى الآن لا تكفى!.. وكأن استغلال الحادث البشع لترويج فكر متخلف منحط يهدد بنات مصر بأن القتل مصيرهن إذا لم يرتدين الحجاب لا يكفى!
وكأن التنطع الذى رافق البعض منذ لحظة الجريمة وحتى الآن وجعل البعض يتسلى بتسجيل الجريمة دون منعها، والبعض الآخر يطارد الجثمان داخل النعش حتى باب المقبرة، وجعل البعض يلجأ إلى «الفوتوشوب» ليضع الحجاب على صورة الضحية.. كأن كل ذلك لا يكفى لإشباع الرغبات المريضة عند الباحثين عن «التريند» أو المتاجرين بالدين أو الحاملين لفيروسات التخلف والتعصب والعنف التى داهمتنا مع التحالف المدمر بين إرهاب الإخوان وأفكار الوهابية!
بشاعة الجريمة التى صدمت المجتمع كله قابلها التحرك القضائى نحو المحاكمة بدون إبطاء. وفى انتظار حكم القضاء العادل، يفاجئنا البعض بجريمة جديدة يقومون من خلالها بذبح الضحية «نيرة» مرة أخرى حين يتسابقون فى صفحات التواصل الاجتماعى وبعض المواقع الإخبارية فى نشر ما قيل إنه اعترافات القاتل أمام المحكمة، والتى امتلأت بما يسئ للضحية «نيرة» ولأسرتها المكلومة!
أى ضمير يسمح بذلك؟ وأى أخلاق تبرر أن يتبنى البعض مزاعم قاتل أثيم يحاول تبرير جريمته البشعة؟ وأى خلل هذا الذى يجعل البعض يتجاهل كل مبادئ الأخلاق وقواعد النشر.. بل وأحكام القانون أيضاً من أجل «التريند» الملعون وأمواله الحرام؟!
فى النهاية.. سيقول القضاء العادل كلمته، وسينال القاتل جزاءه، ولكن ماذا عن كل هذا الخلل الصادم للجميع؟.. ماذا عن الشيخ «بتاع القفه» الذى عاد لممارسة نشاطه؟ وماذا عن جامعة تقتل إحدى طالباتها بهذه البشاعة فتحمد الله ان الجريمة تمت خارج أسوار الجامعة؟! وماذا عن مخاطر ينبغى أن نواجهها بشجاعة لنحاصر العنف ونمنع تجار الدين من تجارتهم المدمرة ؟ ونمنع الباحثين عن «التريند» بأى وسيلة من ممارسة لعبتهم القذرة؟
ويبقى الشكر واجباً للمحكمة الموقرة على قرارها بحظر نشر المحاكمة. ويبقى حساب كل من حاول تحويل المحاكمة لفرحة أخرى لقتل الضحية مرة أخرى.